دعت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، امباركة بوعيدة، اليوم الثلاثاء بمراكش، إلى التفكير في وضع آليات جديدة لتسهيل الفلاحة النسوية بإفريقيا، وذلك من خلال اعتماد برامج ملائمة وإصلاحات تشريعية تصب في مصلحة النساء بالقارة.
وأضافت في كلمة لها خلال افتتاح مؤتمر دولي حول النساء والفلاحة في إفريقيا، المنظم من طرف جمعية “ثق في إفريقيا” (بيليف إن افريكا) على مدى يومين، أن النساء الإفريقيات، شكلن دوما عنصرا فاعلا في الفلاحة التضامنية، وفي الضيعات الكبرى وفي قطاع الصيد البحري الذي يشهد حضورا قويا للنساء.
وأبرزت أن النساء الإفريقيات يعتبرن فاعلا سوسيو اقتصادي حقيقي، حيث يساهمن بشكل ملموس في خلق الثروات، وتحقيق الاستقرار، وتلقين الأجيال الصاعدة قيم التقاسم والارتباط ببلدهم الأصلي، مما يجعل منهن قوة لمواجهة مختلف المشاكل ذات الصلة على الخصوص بالهشاشة.
وقالت بوعيدة، في هذا السياق، “اليوم نعتز بالانجازات المهمة للمرأة الإفريقية في قطاع الفلاحة، من خلال ريادتها وتدبيرها، في إطار جمعيات وتعاونيات أو باعتبارها رئيسة مقاولة فلاحية”.
وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن هذا المؤتمر الذي يناقش قضايا ذات صلة بالنساء والفلاحة بإفريقيا، يشكل إطارا استراتيجيا للوقوف على وضعية النساء في القطاع الفلاحي، مبرزة أن انعقاد هذا المؤتمر بمراكش يجسد الالتزام التام للمملكة من أجل رفع تحديات التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية.
وعلى المستوى الوطني، ذكرت كاتبة الدولة أن مخطط المغرب الأخضر يشكل نموذجا لاندماج النساء المغربيات العاملات في المجال الفلاحي، مضيفة في هذا السياق أن حوالي 11 في المائة من التعاونيات الفلاحية بالمغرب خلال سنة 2015، كانت تعاونيات نسائية، تغطي ميادين متنوعة، مما مكن النساء القرويات من كسب الخبرة والاستقلالية.
من جهتها، استعرضت مؤسسة ورئيسة جمعية ” ثق في إفريقيا” (بيليف إن افريكا)، السيدة أنجيل كويمو، أهم التحديات التي تواجهها النساء الإفريقيات في المجال الفلاحي، من بينها الولوج إلى التمويل والعقار .
وأوضحت أن مخطط المغرب الأخضر يشكل نموذجا يحتذى به، ويمكن أن تستفيد منه البلدان الإفريقية، مما يجعل من المغرب نموذجا ناجحا في مجال السياسة الفلاحية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية، بمشاركة الرئيس السابق لجمهورية غانا السيد جون دراماني ماهاما، الذي أعرب في كلمة له عن اعتزازه بالدور الذي لعبه بلده من أجل عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي.
وأكد جون دراماني ماهاما أن التحديات التي يعرفها القطاع الفلاحي بإفريقيا، يجب اعتبارها فرصا، خاصة فيما يتعلق بخلق مناصب للشغل.
من جانبه، تناول السفير السابق للمغرب بالولايات المتحدة الأمريكية السيد عزيز مكوار، أثر التغيرات المناخية على قطاع الفلاحة بإفريقيا، مشيرا إلى أن إفريقيا تزخر بموارد مائية مهمة، وأن تدبيرها على نحو جيد سيمكن القارة السمراء من تغطية حاجيات العالم من الغذاء.
أما والي جهة مراكش آسفي عبد الفتاح البجيوي، فأكد ، من جانبه، أن هذا الملتقى ينعقد في وقت ملائم يتميز بعودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وارتباط المملكة الدائم بإفريقيا، مذكرا أن عدة اتفاقيات للتعاون أبرمت خلال السنوات الأخيرة ساهمت في تعزيز استثمارات القطاع الخاص المغربي بإفريقيا.
ويشارك في هذا المؤتمر، حوالي 500 محاضر، يمثلون مسؤولين من مستوى رفيع، وشخصيات نسائية مرموقة وشخصيات من عالم المال والأعمال، وخبراء دوليين وفاعلين من المجتمع المدني .
ويتناول المشاركون في هذا الملتقى مجموعة من المواضيع تتعلق بالتكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية والمساواة والأمن الغذائي والتمويل والتكنولوجيا والابتكار والتنمية المستدامة، إلى جانب تسليط الضوء على يوميات نساء يشتغلن بالحقول في عموم القارة .