قال الكاتب والشاعر، ورئيس لجنة تحكيم الدورة ال20 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، عبد اللطيف اللعبي، إن السينما نافذة قوية حيث تملك الصورة قوة إديولوجية كبيرة.
وأضاف اللعبي على هامش المهرجان المنظم من 9 إلى 16 شتنبر الجاري، أنه “لا توجد تراتبية في المجال الفني، إذ لكل فن خصائصه ولغته، بيد أن السينما باتت الفن الأكثر شعبية بامتياز”.
وأوضح أن العلاقة بين الأدب والسينما جد وثيقة، فالكثير من الأعمال الأدبية تم اقتباسها من قبل كتاب سيناريو، مضيفا أن الأدب يلعب دورا رئيسا في تنمية الخيال السينمائي. وبخصوص القطاع السينمائي بإفريقيا، سلط اللعبي الضوء على موهبة السينمائيين الأفارقة وعمق الثيمات المتناولة، معتبرا أن تطويرها ما يزال غير كاف، في وقت لم يحل فيه مشكل بث وتوزيع الفيلم الإفريقي بعد.
وأضاف أنه بعد عقود من التواجد، لم تتمكن السينما الإفريقية من البروز والانتشار على الصعيد الدولي، كما أن رؤيتها ما زالت محدودة. وكرئيس للجنة تحكيم المهرجان، اعتبر اللعبي أن “الفليم الجيد هو الذي يلامس الوجدان ويحرك السواكن، وهو الحال بالنسبة لباقي الفنون، كالموسيقى والمسرح، إلى جانب معايير جمالية وأخلاقية”.
وبالعودة إلى التاريخ، ذكر أحد رموز الأدب المغاربي، بتاريخ إحداث مجلة “أنفاس”، مبرزا أن المثقفين المغاربة خلال هذه الفترة كانوا من أوائل من فرضوا وتناولوا موضوع الهوية الإفريقية إلى جانب الهوية المغربية والعربية الإسلامية، الأمازيغية، الحسانية والمتوسطية.
واعتبر أن المثقفين الأفارقة من جنوب الصحراء ساهموا في تطوير المجلة، و”من خلالهم اكتشفنا الصراعات التي شهدتها إفريقيا إبان سنوات الستينات للظفر بالاستقلال”.
ويرى اللعبي أن على السينمائي أن يمتلك ثقافة سينمائية هامة للاشتغال بشكل جيد، معتبرا أن العمل السينمائي مرتبط بتقنيات ينبغي أن تحترم، دون إغفال الرسالة الكامنة وراء هذا العمل. وزاوج اللعبي، وهو من مواليد مدينة فاس سنة 1942، ودرس الأدب الفرنسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، بين الإبداع والالتزام بمفهومه السياسي.
وأسس سنة 1966 رفقة محمد خير الدين مجلة “أنفاس” التي صدر منها 22 عددا باللغة الفرنسية وثمانية باللغة العربية.
وحصل اللعبي على العديد من الجوائز الأدبية، أهمها جائزة الكونغو للشعر في العام 2009، والجائزة الكبرى للفرنكفونية سنة 2011، وكذا جائزة روبيرو غانزو للشعر سنة 2008.
ومن بين أعماله المترجمة إلى العربية “مجنون الأمل”، و”تجاعيد الأسد”، و”يوميات قلعة المنفى” (رسائل السجن)، و”القراءة العاشقة” (حوارات)، والأعمال الشعرية الكاملة.
ويرأس عبد الطيف اللعبي، لجنة تحكيم الدورة ال20 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، المكونة أيضا من الممثلة رقية نيانك (السنغال)، والفنانة التشكيلية زليخة بو عبد الله (الجزائر)، والممثلة صونية عكاشة (المغرب)، والمؤلف والموسيقي راي ليما (الكونغو)، والمنتج والمخرج بيدرو بيمانتا (الموزمبيق)، إضافة إلى نيكو سيمون رئيس “أروبا سينما” باللوكسمبورغ.