نيويورك-ندد عدد من المتدخلين، الخميس أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحويل قادة البوليساريو ومسانديهم بالجزائر للمساعدات الإنسانية الدولية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر.
وأكد الكاتب والصحفي الأرجنتيني، دانييل روميرو، في مداخلته أمام اللجنة، أن استمرار تحويل المساعدات من طرف قادة البوليساريو ومسانديهم في الجزائر يفضح مرة أخرى مناورات البوليساريو ومشروعية تمثيلها للصحراويين، مذكرا بخلاصات تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش.
وأوضح أن “واضعي التقرير، أكدوا، بعد إجراء تحقيق معمق، أن قادة البوليساريو والهلال الأحمر الجزائري يقومون، بشكل ممنهج، بعمليات مشتركة لتحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة الصحراوية في مخيمات تندوف، وأن القسط الأكبر من الشحنات لا يصل الى وجهته ويتم بيعه في السوق السوداء لشراء الأسلحة والعقارات في اسبانيا وتسديلها باسم قادة البوليساريو”.
وأعرب الصحافي الأرجنتيني عن أسفه لكون “حالات تحويل المساعدات الإنسانية التي ترتكب، دون عقاب، من قبل قادة البوليساريو، تم إثباتها وتوثيقها وإدانتها من طرف منظمات دولية مختلفة، من بينها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي، وتنسيقية المنظمات غير الحكومية لللاجئين والمهاجرين والنقابة الإسبانية +مانوس ليمبياس+، على الخصوص”.
وأبرز السيد روميرو أنه لهذا السبب، فإن إحصاء السكان الصحراويين في مخيمات تندوف ضروري “لأنه من غير المقبول أن تبقى الدعوات المتجددة التي يطلقها مجلس الأمن ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بهذا الخصوص حبرا على ورق إلى اليوم”، داعيا اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إدانة هذه المناورات الاحتيالية والممنهجة التي تقوم بها البوليساريو.
وبدوره، أدان الصحفي المصور غونزالو سانتشيز كاستيانوس، كشاهد عيان، أمام هذه اللجنة “التحويل الممنهج من قبل قادة البوليساريو للموارد العمومية الموجهة لتمويل مشاريع إنسانية في مخيمات تندوف”، مضيفا أنه تم تقديم شكاوى ضد رئيس التنسيقية الدولية لجمعيات التضامن مع الصحراء، خوسي تابوادا فالديس، وقادة للبوليساريو بسبب، على الخصوص، تحويل مبلغ بقيمة 20 مليون يورو.
وأضاف أن هذه الشكاوى شملت أيضا اتهامات ببيع المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة المخيمات في البلدان المجاورة، وبتزوير الإحصاءات، من أجل اختلاس مبالغ ضخمة، مشيرا إلى أن “هذا التلاعب مستمر، للأسف، حتى اليوم، ويتم حتى من قبل العاملين في المجال الإنساني الذين يمثلون أحيانا أمام القضاء، كما يتضح ذلك من خلال آخر الحالات المسجلة والمتعلقة بعالم الاجتماع الاسباني الشهير، أوريول هومس، الذي قام بتحويل نحو مليون يورو من المساعدات الإنسانية لأغراض أخرى”.
وأشار الصحفي إلى أنه أتيحت له الفرصة في أكثر من مناسبة لزيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب للوقوف على “الوضع عن كثب” والاطلاع عن قرب على التطور الذي تعرفه المنطقة والواقع الحقيقي لساكنة الصحراء، التي تعيش بكرامة، وتستفيد من السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي وضعتها الحكومة المغربية في هذه الأقاليم الصحراوية.
يشار إلى أن الدورة ال72 للجنة الرابعة للأمم المتحدة تنعقد بحضور فقهاء قانونيين دوليين وخبراء في مجال حقوق الإنسان وثلة من البرلمانيين والأكاديميين والفاعلين الجمعويين.