رفعت فرقة (الجمعية الفاسية لفن السماع والإبداع) ، مساء أمس الجمعة ، ستار الدورة ال20 للمهرجان الوطني للمديح والسماع الذي يتواصل بالعاصمة العلمية حتى 13 أكتوبر الجاري.
وأتحفت هذه الفرقة التي يشرف عليها المنشد إدريس الداودي، الحضور بوصلات في مختلف طبوع هذا الفن الأصيل الذي يمتح من المديح النبوي والأذكار الصوفية وأشعار التوسل، بما يشكل أحد روافد التراث الفني للمملكة.
وبدورها لم تخلف فرقة (جمعية الجوهرة الزرقاء للتراث الصوفي) بشفشاون بإشراف المنشد يوسف مخشان، الموعد حيث أغنت أمسية الافتتاح ببرنامج فني مماثل غاصت بالجمهور في لحظات روحية بامتياز، تعكس شعار دورة هذه السنة “فاس عاصمة روحية”.
وأبرز مدير المهرجان حسن محب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قيمة هذا الشعار، مذكرا بأن فن المديح والسماع يستمد أصوله من الأضرحة والزوايا كفضاءات روحية تعج مدينة فاس كما باقي المدن العتيقة للمملكة.
وأشار السيد محب إلى أن روحية هذا الفن متأتية من ارتباطها بالملكوت الأعلى وبشخص سيد البرية صلوات الله عليه، مفيدا بأن المديح والسماع أصبحا يتغنى بهما تحت مسميات عدة ضمنها “الأنشودة الإسلامية”.
وخلص إلى الإشادة بالجهود التي يبذلها المنظمون من أجل استمرارية هذا الموعد السنوي بفاس، وبالدعم المتواصل للجماعة الحضرية لفاس من أجل الحفاظ على مختلف ملامح التراث الثقافي بالحاضرة العلمية.
ويكتسي المهرجان الوطني للمديح والسماع في دورته ال20 الذي تنظمه جماعة فاس ومؤسسة تراث المدينة، صبغة غير مسبوقة، تستمد معناها وعمقها من طبيعة هذه المدينة المغرقة في العلم والتاريخ والوجدان الروحي، حيث اختار المهرجان أن ينضم إلى عدد من التظاهرات الروحية والفكرية الأخرى التي ستعرفها فاس خلال شهر أكتوبر أبرزها مهرجان الثقافة الصوفية.
ومن شأن فاس أن تتحول خلال الشهر الجاري ، بهذين الموعدين المتزامنين مع إحياء موسم المولى إدريس الأزهر، إلى منارة للفن التراثي الراقي ولأجواء المحبة والتسامح والانسجام بين الثقافات الروحية والممارسات الصوفية عبر العالم، وفق ورقة تقديمية للمهرجان.
ويقترح برنامج الدورة ال20 جملة من حلقات الذكر تحييها فرق (جمعية الإمام البوصيري) من فاس، و(الجمعية التازية للسماع والأمداح النبوية) من تازة، و(الجمعية الفاسية لفن السماع و الإبداع)-فاس، و(جمعية أشواق وأذواق)- مكناس، و(مجموعة منشدي دار السماع)-فاس، و(جمعية الجوهرة الزرقاء للتراث الصوفي)-شفشاون، و(جمعية السرور للموسيقى التراثية) بمدينة مولاي إدريس زرهون.
وتقام هذه الحلقات بالزواية الدرقاوية بحي البليدة، وزاوية سيدي علي جمال العمراني بحي الرميلة، فضلا عن القاعة الكبرى لفاس المدينة التي احتضنت أمسية الافتتاح، على أن تختتم الدورة ال20 للمهرجان يوم 13 أكتوبر بتجمع للمنشدين والمنظمين والضيوف بساحة الرصيف للتوجه في موكب نحو ضريح المولى إدريس لإحياء “ليلة الشرفاء الصقليين”.