عادت الجائزة الدولية “جيرارد الكريموني” لتنمية الترجمة في حوض البحر الأبيض المتوسط ، في نسختها الثالثة، لمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة.
وجاء تتويج المدرسة بالجائزة الخاصة بفئة “مؤسسة الضفة الجنوبية”، في حفل احتضنه مساء أمس الجمعة مقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، تقديرا للجهود التي تبذلها هذه المؤسسة للنهوض بحقل الترجمة ضمن محيطها المتوسطي ، من خلال إصدراها لمجلة “ترجمان” وتنظيمها العديد من المؤتمرات المختصة في الترجمة والتاريخ خاصة تاريخ طنجة والمغرب.
فيما عادت جائزة فئة “مؤسسة الضفة الشمالية” لدار النشر الإسبانية “غريدوس”، المختصة في نشر كتب علوم اللغة والتاريخ، بينما منحت جائزة “مترجم الضفة الجنوبية ” للمغربي حسن بوتكة أستاذ التعليم العالي ومترجم وكاتب وصاحب عدة مقالات في نقد الأدبين العربي والإسباني، وجائزة “مترجم الضفة الشمالية” للإسباني إينريكي مونتيرو كارتيل ، استاذ جامعي ومترجم مختص في نصوص وكتابات القرون الوسطى وعصر والنهضة .
ويعود إحداث هذه الجائزة لسنة 2015 من طرف شبكة جوائز النهوض بالتميز والتعاون المتوسطي (ميد 21)، بشراكة مع جامعة كاستيا لا مانشا بإسبانيا ومؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود ومدرسة الترجمة بطليطلة وبلدية كريمونا بإيطاليا، وذلك بهدف تشجيع الترجمة والنهوض بعلومها بضفتي المتوسط.
وتمنح هذه الجائزة، التي ستنظم دورتها القادمة بمدينة كريمونا الإيطالية، تشجيعا للجهود والمبادرات التي تقوم بها مختلف المؤسسات والأفراد في مجال الترجمة، باعتبارها أحد المفاتيح الرئيسية للحوار بين الثقافات.
وتجدر الإشارة إلى أن جيرارد الكريموني ( 508 – 583 ه / 1114 – 1187 م ) هو مترجم إيطالي للأعمال العلمية العربية، والذي عثر على أعماله في مكتبات طليطلة في إسبانيا، ويعد واحدا من أهم علماء مدرسة طليطلة للمترجمين التي أنعشت العلوم الأوروبية في العصور الوسطى في القرن الثاني عشر، عن طريق نقل المعرفة العربية واليونانية واليهودية في علوم الفلك والطب وغيرها من العلوم.