استعرض وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيد محمد نبيل بنعبد الله، أمس الثلاثاء بدكار، استراتيجيات النهوض بالسكن الاجتماعي بالمغرب.
جاء ذلك خلال جلسة حول استراتيجيات النهوض بالسكن الاجتماعي عقدت في إطار الدورة الثانية للمعرض الدولي للإسكان بدكار، الذي يحل به المغرب ضيف شرف.
وأبرز السيد بنعبد الله الخطوط العريضة للسياسات العمومية في مجال السكم الاجتماعي بالمغرب، منذ سنة 1956، مشيرا إلى أنه منذ سنة 2008 عرفت استراتيجيات السكن الاجتماعي بالمغرب زخما جديدا أمام التحديات الجديدة يروم تقليص العجز في الوحدات السكنية (2ر1 مليون وحدة سنة 2002)، وتحديد رؤية شمولية للتكثيف في أفق سنة 2020، ومحاربة والسكن غير اللائق وإدماج القطاع الخاص في إنتاج وحدات السكن الاجتماعي.
وأشار إلى المغرب وضع آليات للدفع باستراتيجيات السكن الاجتماعي، على غرار مقاربة الشراكة مع القطاع الخاص، ومواكبة صناديق الضمان (فوكاريم، فوكالوج)، وإدماج القطاع البنكي (مواءمة النسبة والآجال)، وتعبئة الوعاء العقاري (3800 هكتار سنة 2009)، وإحداث مدن وأقطاب حضرية جديدة.
وأوضح الوزير أن العجز في وحدات السكن انتقل من مليون و240 ألف وحدة سنة 2002 إلى 452 ألف وحدة سنة 2016، مبرزا أن هدف الوزارة يتمثل في الانتقال بهذا العجز إلى 200 ألف وحدة مع متم الولاية الحكومية.
واعتبر “أننا جميعا نشهد وفودات مكثفة من تدفقات الساكنة نحو المدن، وهو ما يخلق العديد من الحاجيات، ولاسيما في مجال السكن، وهو ما يفرض تدخلا مكثفا”. وقال السيد بنعبد الله إنه من الأفضل نهج مقاربة استباقية عوض المقاربة التصحيحية، مشيرا إلى أن المغرب وضع، انطلاقا من تسعينيات القرن الماضي، رؤية واضحة واكبتها إرادة سياسية قوية.
وحسب السيد بنعبد الله، فإن النمو الاقتصادي المحقق خلال السنوات العشر الأخيرة استفاد بالأساس من قطاع الإسكان الذي يتعين أن يصبح قطاعا كبيرا للتنمية الاقتصادية.
من جهته، قدم رئيس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران، السيد بدر كانوني، لمحة حول أهداف ومهام ودور هذه المجموعة العامة التي تروم تنفيذ السياسات العامة في مجال السكن الاجتماعي والتنمية الترابية.
وبعدما أشار إلى أن المجموعة حققت رقم معاملات سنوي بقيمة 5 ملايير درهم (450 مليون أورو)، أبرز السيد كانوني أن التعاون جنوب- جنوب، والتنمية المشتركة للقارة يشكلان جزءا لا يتجزأ من مخطط عمل المجموعة.
وقال إنه “منذ إحداثها، تمكنت المجموعة من تطوير خبرة نحن مستعدون لتقاسمها مع أصدقاءنا الأفارقة”.
حضرت هذه الجلسة كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، السيدة فاطنة لكحيل، وسفير المغرب في دكار، السيد طالب برادة.
وترأس الجلسة الافتتاحية لهذا المعرض الذي ينظم تحت شعار “السكن الاجتماعي: في سياق الأجندة الحضرية الجديدة: أية رافعات للتسريع؟”، الرئيس السنغالي، ماكي سال.
ويضم الرواق المغربي المقام في هذا المعرض على مساحة تقدر ب 1000 متر مربع، 50 شركة مغربية من بين الشركات المائة العارضة بهذه الدورة، ليشكل فضاء للتعريف بالخبرة والتجربة المغربية في مجال البناء والإسكان.