أشاد الوزير الأول الروسي ديميتري ميدفيديف، بعمق ومتانة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين روسيا والمغرب، مؤكدا أن بلاده في حاجة إلى المغرب اعتبارا للدور الاستراتيجي الهام الذي يضطلع به في المنطقة.
وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن ميدفيديف شدد، خلال مباحثات أجراها مع رئيس المجلس السيد حكيم بن شماش، على أهمية القيم المشتركة في توطيد مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك بغية استثمار تقارب المواقف وتقاسم الطموحات في مواجهة التحديات المطروحة خدمة لمصالح البلدين والشعبين.
وقال المسؤول الروسي إن اختلال التوازن الذي شهده العالم اليوم، خلق نوعا من عدم الاستقرار، مما نتج عنه فراغ إيديولوجي، استغلته تيارات إرهابية متطرفة تتعارض مع المنظومة المشتركة، وهو ما يدعو الجميع لمواجهة خطر الإرهاب.
وثمن الوزير الأول الروسي مبادرة رئيس مجلس المستشارين بإرساء منتدى برلماني مشترك لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مبرزا أنه سيدعم هذه المبادرة خلال لقائه برئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية لدى عودته إلى بلاده.
من جهته، عبر رئيس مجلس المستشارين عن اعتزازه بزيارة رئيس الحكومة الروسية، مؤكدا أن ذاكرة البرلمان المغربي ستحتفظ بهذا الحدث التاريخي لما يحمله من معاني سياسية ودلالات رمزية قوية.
وأعرب عن ارتياحه العميق لمستوى علاقات الصداقة والتعاون المتميزة القائمة بين البلدين، والتي تعززت بشكل أكبر بعد الزيارتين التاريخيتين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لموسكو عامي 2002 و2016، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرباط خلال سنة 2006، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارات في مسار بناء وتوطيد علاقات شراكة استراتيجية بين بلدين وشعبين صديقين.
وقال بن شماش إن “هناك فرصا كبيرة متاحة، تدعونا لإقامة شراكة نموذجية بين المغرب وروسيا، لاسيما وأننا نتقاسم نفس الرؤى والطموحات، كما نواجه تحديات مشتركة“.
وأكد على أن المغاربة يقدرون عاليا مكانة وموقع جمهورية روسيا الفيدرالية على المستوى الدولي، والدور الوازن الذي تضطلع به لإقامة نظام عالمي متوازن ومتعدد الأقطاب.
وأبرز بنشماش أهمية الموقع الجيوـ استراتيجي للمغرب كقوة إقليمية صاعدة جديرة بالثقة، والدور الذي يلعبه على مستوى القارة الإفريقية سواء في الجانب المتعلق بتحقيق التنمية المستدامة أو محاربة الإرهاب الدولي، أو استكمال مسلسل البناء الديمقراطي وإرساء مقومات دولة الحق والقانون والمؤسسات، وإطلاق أوراش تنموية كبرى.
وبخصوص العلاقات البرلمانية، ذكر رئيس المجلس بزيارة السيدة فالانتينا ماتفينكو، رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية، إلى المملكة المغربية، والتي حظيت خلالها باستقبال ملكي في ماي 2015.
ودعا في هذا الإطار، إلى الرفع من وتيرة العمل البرلماني المشترك لمواكبة وإثراء علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين من خلال تأسيس منتدى برلماني مغربي ـ روسي، كإطار للحوار والعمل المشترك، وآلية للترافع لصالح قضايا ومصالح الشعبين الصديقين.
وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، عبر رئيس المجلس عن اعتزازه القوي بموقف موسكو الداعم للوحدة الترابية للمغرب، معتبرا أن النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية يعود إلى مخلفات “الحرب الباردة“، ومنوها في الآن ذاته، بدعم روسيا لجهود الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع.
حضر هذا اللقاء، على الخصوص، عبد الصمد قيوح، الخليفة الأول لرئيس المجلس، وسفيرا البلدين بالرباط وموسكو.