توفي، اليوم الخميس بمدينة تطوان، الشاعر المغربي محمد الميموني عن سن 82 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
وبدأ الراحل، وهو من مواليد سنة 1936 بمدينة شفشاون، تجربته الشعرية عام 1958 حيث نشر قصيدة في مجلة (الشراع) بشفشاون، وبدأ كتابته في الصحف الوطنية عام 1963 حيث نشر أولى قصائده في جريدة (العلم).
وقال مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير، في نعيه للراحل، “إن الشعر المغربي يفقد اليوم واحدا من أبرز رواده. فمحمد الميموني هو واضع القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة، إلى جانب عبد الكريم الطبال ومحمد السرغيني ومحمد الخمار الكنوني وأحمد المجاطي … كما يعد الميموني رمزا من رموز الثقافة الوطنية، وعلما من أعلام النضال السياسي والوطني وقادته في المغرب، مثلما يبقى من مؤسسي الهيئات الحقوقية الوطنية والدولية في بلادنا”.
وأضاف مخلص، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الراحل “ارتبط اسمه بمدينة شفشاون مسقط رأسه، مثلما ارتبط اسمه بمدينة تطوان، مسقط قصيدته التي لا تنتهي، قصيدته المفتوحة على الأبدي واللانهائي، مثلما يشدد على ذلك في ديوانه الأخير (بداية ما لا ينتهي) الصادر هذه السنة”، وأن محمد الميموني هو “شاعر الأبدية” الذي أيقن أن الكتابة هي الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة الحقيقية.
وأكد مدير دار الشعر بتطوان أن الشاعر الراحل محمد الميموني “ترك تراثا شعريا ضمن له الخلود ضمن قائمة شعراء العربية الكبار. وقد رحل الشاعر إلى دار البقاء بعدما نذر حياته للشعر، وضمن الحياة للقصيدة المغربية”.
وقد خلف الشاعر منجزا شعريا زاخرا، منذ ديوانه الأول “آخر أعوام العقم” سنة 1974، والذي يضم قصائد الستينيات والسبعينيات، ثم ديوان “الحلم في زمن الوهم” سنة 1992، و”طريق النهر سنة 1995، و”شجر خفي الظل سنة 1999، والأعمال الشعرية الكاملة، سنة 2002، و”صيرورات تسمي نفسها” سنة 2007، و”موشحات حزن متفائل” سنة 2008، و”الإقامة في فسحة الصحو”، عن منشورات مجلة كلمة الإلكترونية، و”رسائل الأبيض المتمرد” سنة 2013.
كما كتب الميموني الشعر المسرحي، وكان من رواده أيضا. وكتب سيرته الذاتية، ورواية في جزأين. وللميموني دراسات في النقد، أيضا، أصل من خلالها للشعر المغربي الحديث، مع رواده. مثلما ترجم عن الإسبانية ديوان “التماريت” للشاعر الإسباني فيدريكو غارثيا لوركا.