ذكرت يومية “الصباح” على صفحتها الأولى في عددها ليوم الجمعة 13 أكتوبر، أن أحد الآباء دخل إلى صفحة ابنه في فيسبوك فوجد سيلا من الأشرطة والخطابات التحريضية تعود لشخص ملقب بـ”ديدي الغربة” يعمد إلى استدراج الأطفال القاصرين بها وتغريرهم لمغادرة أرض الوطن في اتجاه أوروبا.
وأوهم “ديدي الغربة” الأطفال المعنيين بأن الحياة في أوروبا أفضل، مقدما لهم في نفس الوقت مجموعة من المزايا عبارة عن إجراءات أفلحت في إقناعهم باتخاذ قرار الالتحاق به خلسة عن ذويهم، كما حدد لهم الطرق السهلة للعبور نحو الضفة الأوروبية مرسلا لهم عبارات ضد الوطن للمس بمعنوياتهم وتحميسهم أكثر للاستجابة إلى طلباته والالتحاق به.
وتضيف الجريدة، أن بعض الآباء توجهوا إلى محطة أولاد زيان للبحث عن الأبناء، لكن دون جدوى، كما توجه آخرون في الليلة نفسها نحو طنجة على أمل العثور على فلذات أكبادهم قبل ركوبهم مجازفات عبور البحر أو التسلل عبر الناقلات والبواخر بالميناء.
ودخلت الخلية السبيرانية بالمديرية العامة للأمن الوطني على خط الأبحاث لتحديد هوية الملقب بـ”ديدي” والذي فتح حسابين الأول تحت عنوان “ديدي الغربة” والثاني “الغربة تنادي فيسبوك”، وكشف حقيقته، سيما احتمال ان يكون حسابه بفيسبوك وهميا ومجرد طعم لإسقاط الأطفال في كمين شبكات إجرامية.
وأردفت اليومية، أن الحادث كشف عن ضعف مراقبة الآباء لأبنائهم القاصرين، سواء من حيث الرقابة على الأنترنيت، أو حتى الرقابة في الدخول والخروج من المنزل، إذ أن بعضهم لم يستشعر غياب ابنه إلا بعد التاسعة ليلا.
ونقلا عن مصادر الجريدة، فقد أكدت شقيقة طفل مختفٍ أن شقيقها غادر المنزل في الساعة الثامنة من صباح أمس الأربعاء، بعد أن أقنع والدته أنه متجه إلى الرباط لإجراء مباراة في كرة القدم وتسلم منها مبلغ 50 درهما.
وقالت إن أقارب المختفين اكتشفوا في وقت لاحق، أن الأمر يتعلق بعملية مرتبة بعد أن توصلوا بإشارات تفيد أن مجموعة من القاصرين باعوا هواتفهم المحمولة، وبعض ملابسهم وحاجياتهم لتوفير مصاريف النقل إلى جهة غير معلومة.
ووفقا لليومية ذاتها، فأغلب المختفين كانوا مرتبطين عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بصفحة “ديدي الغربة” يعرض فيها صاحبها بانتظام عددا من الصور والفيديوهات ومقاطع صوتية يحرض فيها الشباب على الهجرة السرية عبر بوابات مليلية وسبتة المحتلتين.
وأكدت شقيقة أحد المختفين أن “ديدي” كان يستعمل أساليب إقناع مؤثرة من قبيل إجراء مقارنات بين نعيم المتع والحياة الرغدة الموجودة في الضفة الأخرى، وبين جحيم البلاد، وترديد عبارات من قبيل “البلاد مشات، مابقا فيها مايدار”، وهي كلمات نفاذة تخترق مثل السهام عقول قاصرين في حي شعبي وسط البيضاء.
وتشير الصفحة الفيسبوكية، تضيف اليومية، إلى الطرق السهلة للولوج إلى سبتة ومليلية والإمتيازات التي يحظى بها القاصرون فور وصولهم إلى الضفة الأخرى، مطلعا إياهم على صور مراكز إيواء وغرف بأسرة وقاعة أكل وفضاءات للرعاية الاجتماعية والترفيه، كما كان يدغدغ “ديدي” أحلامهم بالآفاق المفتوحة لهم بإنجاز الأوراق بسرعة، والحصول على مبلغ من المال “14 ألف درهم” على سبيل المساعدة لبدء مشروع.
عن موقع : فاس نيوز ميديا