افتتحت أولى أماسي النسخة العاشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية ، أمس السبت ، بإبداع فني متميز استحضر ، بالكلمة والنغم والموسيقى ، روح الإمام أبو الحسن الشستري، أحد كبار رجال الصوفية بالأندلس والمغرب.
وأحيى الحفل ثلة من الفنانين والموسقيين والمسمعين الشباب من مختلف أنحاء المغرب، مرفوقين بفرقة من البنغلادش تقودها الفنانة فريدة بارفيين، في زواج فني رابطهما شعر الصوفي الشستري.
وقدم الفنانون المغاربة خلال هذا العمل الفني الذي استضافته حديقة جنان السبيل، بحضور والي جهة فاس-مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر وشخصيات مغربية وأجنبية وجمهور غفير، وصلات وموشحات من صوفيات هذا الرجل، مغناة بمختلف الطبوع المعروفة بطرب الألة أوالزاويا (أذكار حضارية)، فيما غنت بارفيين مقطوعات صوفية وفق مقامات بنغالية.
وصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد عبد الله الزياني المدير الفني للمهرجان بأن هذا العرض الفني عبارة عن سيرة مشهدية تسلط الضوء على حياة رجل “ليس عادي” في شخص الإمام أبو الحسن الشستري الذي كان من كبار علماء الأمة ومن كبار صوفية الأندلس والمغرب.
وتابع أن الفنانين والمسمعين الشباب الذين أحيوا هذه الأمسية “توفرت فيهم مميزات صوتية وروحية جعلتهم ومعهم كافة الحضور يعيشون هذا العمل ويؤدوه بإحساس راق رقي شعر الإمام الشستري”.
وكانت فقرات النسخة العاشرة من هذا المهرجان الذي يقام من 14 إلى 21 أكتوبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قدا افتتحت عشية أمس بندوة أشارت إلى ثراء وغنى التراث الثقافي والفني والروحي للصوفية المتجذرة عبر التاريخ، والتي تشكل جوهر الحضارة الإسلامية، وأنه “في ظرفية تطغى عليها الفردانية، يظل المغرب بعاصمته العلمية فاس، فضاء روحيا بامتياز ورمزا للانفتاح”.
وتتواصل فقرات الدورة التي اختير لها شعار “الصوفية في لقاء حكم العالم.. طريق الصوفية بالمغرب نحو الهند”،بموائد مستديرة بمعدل لقاءين في اليوم الواحد بفضاء المدرسة البوعنانية في قلب المدينة العتيقة بفاس، تبحث في مختلف جوانب التصوف سلوكا ومنهجا وشعرا، يؤطرها باحثون وأكاديميون مغاربة وأجانب.
كما تحتضن حديقة جنان السبيل الأمسيات الفنية وحلقات الذكر بشكل يومي لفرق ومجموعات من المغرب والخارج، على أن تختتم الدورة بسهرة كبرى تقام بفضاء باب الماكينة التاريخي.