وقع المغرب، اليوم الأحد بالدوحة، إلى جانب 12 دولة، على المعاهدة التأسيسية للتحالف العالمي للأراضي الجافة، ليصل العدد الموقع على هذه الوثيقة، بحسب مصدر رسمي، الى 18 دولة بعدما كانت خمس دول قد أعلنت سابقا عن انضمامها إلى التحالف.
ومثل المغرب في توقيع هذه المعاهدة، التي تأتي تكريسا لمبادئ الأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030، ودعما لأغلبية أهدافها الإنمائية السبعة عشر، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، بحضور سفير المغرب بقطر، السيد نبيل زنيبر.
وأوضح الصديقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور هذا المؤتمر التأسيسي للتحالف العالمي للأراضي الجافة والتوقيع على معاهدة التأسيس، والتي استغرق التحضير لها زهاء أربع سنوات، “مهم جدا” بالنسبة للمغرب، خاصة وأن ثلثي مساحته تغطيها أراضي جافة وشبه جافة، مذكرا بأن مناقشة مسودة المعاهدة، جرت بمراكش في ماي 2015.
وأشار الى أن المغرب سيعمل، على تقديم خبراته ذات الصلة، في إطار هذا التحالف، خاصة ما راكمه من تجارب وخبرات من خلال المخطط الأخضر الذي جاء “بمقاربات ميدانية وآليات تساعد على تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتستجيب لمتطلبات هيكلة وأداء الفلاحة المغربية مع الحفاظ على البيئة وحماية التنوع البيولوجي”.
وأضاف أن هذا المخطط قدم، في سياق ذلك، حلولا على مستوى الإنتاج والتحكم في المياه وحسن استغلالها لمواجهة ما تعانيه المناطق الجافة وشبه الجافة من تحديات فاقمتها ظاهرة التغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد، أبرز الصديقي أن هناك تقنيات حديثة للسقي، والتحكم في اقتصاد الماء، وتقنيات لمواجهة مشاكل التعرية، وأخرى لتدبير هذه المناطق بصفة عامة وغيرها من تقنيات حديثة، دأبت المملكة على اقتسامها مع البلدان التي لديها معها شراكة خاصة على مستوى التعاون جنوب-جنوب، وهي مستعدة لوضعها رهن إشارة البلدان المشاركة في هذا التحالف والتي لديها المشاكل ذاتها.
واكد أن التحالف العالمي للأراضي الجافة، يكون بهذا المعنى قد جاء ليعزز، في إطار عمل تشاركي موحد الرؤى مثل هذه المبادرات، لاسيما وأن توجهاته تندرج في سياق تفعيل ما حمله مؤتمر (كوب 22) بمراكش من تصورات وأفكار لمواجهة التحديات المناخية والنهوض بالقطاع الفلاحي أكبر متضرر من ظاهرة الجفاف والتغيرات المناخية.
وسجل المسؤول المغربي، أن 13 دولة وقعت اليوم على المعاهدة و25 دولة مهتمة بالموضوع، فيما “الباب مفتوح أمام كل الدول التي لها 50 في المائة من الأراضي الجافة أو شبه الجافة”.
ودعا الصديقي في كلمة له، أمام جلسة نقاش أعقبت جلسة الافتتاح والتوقيع، الى ضرورة الإسراع بتفعيل هذا التحالف عبر مناقشة مسودة المعاهدة التي “تحدد التزامات الدول الأعضاء” ومساهماتها “في جعل بلدان الأراضي الجافة آمنة غذائيا”، مذكرا بأن “حوالي 3 مليارات نسمة تعيش في أراضي جافة وتواجه أنظمة بيئية هشة، بينما هي تعتمد في تأمين معيشتها بالأساس على الزراعة”.
واستحضر من بين تلك الإكراهات التي تجعل هذه المناطق غير قادرة على الانخراط الفعلي والإيجابي في التنمية المستدامة في أفق 2013، ما له علاقة ب”التغيرات المناخية والأمن الغذائي” و”ندرة المياه” و”الحكامة الضعيفة وقلة الاستثمار الشمولي في القرى”، و”إكراهات التنمية الاجتماعية والتنمية البشرية للساكنة القروية”.
وفي هذا الصدد، قدم الصديقي جملة من الاقتراحات من بينها “تعزيز التدبير المستدام للأراضي وتقوية الاستثمارات طويلة الأمد للرفع من الإنتاج الزراعي”، و” تركيز البحث الزراعي على أنظمة الإنتاج وتربية المواشي والرعي بالمناطق الجافة والشبه جافة”، و” الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين استعمالها وتدبيرها من خلال تعزيز وتحديث تقنيات الحفاظ على التربة والماء والتنوع البيولوجي ومراقبة الأعشاب الضارة”، مع التأكيد على ضرورة أن “يتضمن برنامج تنفيذ السياسات الفلاحية استثمارات كبرى في إنتاج المعرفة وبناء القدرات والدعم القانوني للمجتمعات القروية للانخراط في التنمية الزراعية المستدامة”.
ومن جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، خلال الجلسة الافتتاحية، عن “تكفل بلاده بالميزانية التشغيلية للتحالف خلال السنتين القادمتين وتكاليف احتضان المقر الرئيسي للمنظمة في الدوحة”.
وأكد أن هذا التحالف، الذي لن يكون بديلا للمنظمات الدولية القائمة أو منافسا لها، وإنما مكملا لجهودها في مجال تحقيق الأمن الغذائي، يروم في محصلة عمله أن يكون “منظمة دولية مختصة في ضمان الأمن الغذائي لأكثر من ثلاثة مليارات شخص يعيشون في الأراضي الجافة المنتشرة في أكثر من خمسين دولة حول العالم”.
تجدر الإشارة الى أن الدول التي وقعت اليوم على المعاهدة هي، الى جانب المغرب والبلد المضيف قطر، كل من بنين وبوركينا فاسو وغينيا وغينا بيساو والعراق ومالي وسلطنة عمان والسنغال وتونس وتانزانيا والكويت.