استقبل الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، اليوم الخميس بالرباط، وفدا عن الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب خلال الفترة ما بين 18 و21 أكتوبر الجاري.
وتم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وبهذه المناسبة، قدم السيد بوطيب عرضا بشأن المقاربة التي يتبناها المغرب لمكافحة الإرهاب ومنابع تمويل الأنشطة الإرهابية، مشيرا إلى أن المملكة قامت، في إطار مواجهة هذا التهديد، بسن سياسة استباقية ترتكز بالخصوص على المحور الأمني ولكن أيضا على تعزيز الحقوق والحريات وتقوية الترسانة القانونية والإطار المؤسساتي، وإصلاح الحقل الدني، وتحقيق التنمية السوسيو اقتصادية، وإصلاح نظام السجون.
وأبرز أن هذه السياسة مكنت من إحباط المشاريع الخبيثة التي توجد في طور الإعداد من قبل الإرهابيين واعتقال المئات من الأشخاص المتهمين بالتخطيط لأعمال تمس بأمن المملكة، مشددا على أن المغرب يبذل جهدا كبيرا في جمع المعلومات وإرساء تنسيق فعال بين كافة الأجهزة المعنية.
وأشار السيد بوطيب إلى أن المملكة، اقتناعا منها بالعلاقة المباشرة القائمة بين الأمن والتنمية وازدهار البلدان، عملت على إصلاح الإطار التشريعي المتعلق بمكافحة الإرهاب، وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتكريس الحريات الفردية والجماعية، مشددا على أهمية مكافحة منابع تمويل مخططات الجماعات الإرهابية.
في السياق ذاته، أبرز أن المغرب قام، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، بإصلاح واسع للحقل الديني يرتكز على تكوين الأئمة وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وهو الأمر الذي سهل عملية محاربة التطرف ومهد الطريق أمام إدماج السجناء المدانين بالإرهاب.
في ما يتعلق بالمحور السوسيو اقتصادي، قال السيد بوطيب إن المغرب حقق تقدما ملحوظا في مجال مكافحة الهشاشة والفقر، مذكرا في هذا الصدد بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تم إطلاقها سنة 2005، استفاد منها أزيد من 10 ملايين شخص من خلال أكثر من 40 ألف مشروع عبأت له أزيد من 41 مليار درهم.
في هذا السياق، شدد الوزير المنتدب على الحاجة للتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي، مشيدا في هذا الإطار بالتعاون الذي يربط الأجهزة الأمنية المغربية ونظيراتها في العديد من البلدان الصديقة والجارة، وخاصة إسبانيا وفرنسا وبلجيكا.
واشاد أعضاء وفد الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا، من جهتهم، بالجهود المبذولة من قبل المغرب في مجال مكافحة التهديد الإرهابي، مشيرين إلى أن المقاربة المتبعة من قبل المغرب تشكل نموذجا للبلدان التي يتهددها الخطر الإرهابي.
وشددوا، بهذه المناسبة، على ضرورة الاستفادة من التجربة المغربية في المجال، خصوصا في ما يتعلق بالقضاء على منابع تمويل الإرهاب وتكوين الأئمة لنشر قيم السلام والتعايش المشترك.