وبهذه المناسبة، ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق كلمة بين يدي جلالة الملك، أكد من خلالها أن هذا المشروع يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية المتعلقة بتوسعة طاقة الاستقبال والتأطير بالمعهد، بغية تمكينه من الاستجابة الجيدة للطلبات المتزايدة المعبر عنها من طرف عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
وقال السيد التوفيق “على أساس تضامنكم مع البلاد الإفريقية خاصة، أمر جنابكم الشريف بالزيادة في طاقة استقبال المعهد في توسعة ثانية، ثم في توسعة ثالثة، هي هذه التي تتفضلون بتدشينها والوقوف على محتوياتها اليوم”.
وأوضح الوزير أن هذا الجناح الثالث المنجز من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باستثمار إجمالي قدره 165 مليون درهم سيمتد على مساحة عشرة آلاف متر مربع، حيث يشتمل على جناح بيداغوجي بسعة 640 مقعد، ومدرج كبير به 1100 مقعد، وجناح للسكن يضم 350 سريرا.
وأضاف السيد التوفيق قائلا “لقد صار هذا المعهد بحق عنوانا من عناوين وفائكم لشروط الإمامة العظمى، وعلامة بارزة على النهج الأمثل الذي رسمتموه لتبليغ حقيقة الدين وحمايته من الجاهلين والمنتحلين والمتطرفين”.
وذكر الوزير بهذه المناسبة، أن الأئمة الوافدين من بلدان أجنبية يتابعون تكوينا أساسيا أو تكوينا قصير المدى، مشيرا إلى أن المعهد استقبل طلبة منحدرين من مالي، وغينيا كوناكري، وكوت ديفوار، وتونس، وفرنسا، ونيجيريا والتشاد.
وأضاف “لحد الآن، التحق 712 إماما ومرشدة في التكوين الأساسي ببلدانهم”، موضحا أن 35 من الغينيين، و33 من الفرنسيين، و107 من النيجيريين، و79 من التشاديين، و37 من التونسيين، استفادوا من دورات التدريب قصير الأمد الخاص بالأئمة العاملين في المساجد.
وأضاف الوزير أن 778 طالبا أجنبيا يتابعون دراستهم حاليا داخل المعهد، مؤكدا أن مدة التكوين تأخذ بعين الاعتبار مستوى تعليم المرشحين، لاسيما في ما يتعلق بمستوى إتقانهم للغة العربية.
وأبرز السيد التوفيق أن “مدة التكوين عامة بالنسبة للطلبة الأفارقة سنتان، وثلاث سنوات بالنسبة للفرنسيين”، مشيرا إلى أن المعهد ينظم بتعاون مع المكتب الوطني للتكوين المهني تكوينات اختيارية قصيرة المدى في شعب الكهرباء والخياطة والزراعة والمعلوميات.
وحسب الوزير، يستقبل المعهد كل سنة 150 طالبا مغربيا حصلوا على إجازتهم بميزة، ويحفظون القرآن الكريم حفظا كاملا، حيث يتلقون تكوينا يمتد لاثني عشر شهرا يتيح لهم أن يصبحوا أئمة مرشدين، يواكبون أئمة آخرين في تنفيذ مهامهم.
كما تستقبل المؤسسة طالبات بنفس المستوى الجامعي، يحفظن جزءا هاما من كتاب الله، لتلقي تكوين يمتد للفترة ذاتها، يتابعن خلاله نفس البرنامج سعيا إلى جعلهن مرشدات بالمساجد وبمختلف المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية، وذلك بهدف نشر التعاليم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف والاستجابة أساسا لقضايا المرأة.
من جهة أخرى، أوضح السيد التوفيق أنه، وبأمر من جلالة الملك، حفظه الله، بصفته أميرا للمؤمنين والقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تم في المعهد إحداث قسم خاص لتكوين الأئمة المرشدين المرشحين للتأطير الديني في صفوف القوات المسلحة الملكية، مبرزا أن عدد طلبة هذا الفوج هو مائة طالب.
وتابع الوزير قائلا إنه “تم بالتنسيق مع القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، إعداد مشروع دليل لكافة المؤطرين الدينيين في صفوف هذه القوات، سيعرض قبل النشر على نظركم السديد”.
وبهذه المناسبة، سلم جلالة الملك شهادات التخرج لـ18 من خريجي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات “فوج 2016″، المنحدرين من كوت ديفوار، وفرنسا، وغينيا، ومالي، ونيجيريا، وتشاد والمغرب.
وقد أضحى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، سنة بعد سنة، يفرض نفسه كنموذج ومنشأة مبتكرة ما فتئت تحظى بالإشادة لدى الأوساط الرسمية والشعبية، إن من أجل أبعادها أو الأهداف التي تروم بلوغها.