الاتحاد الأوروبي يعول على كوب 23 للحفاظ على الدينامية المناخية التي انطلقت بمراكش

يعول الاتحاد الأوروبي على المؤتمر ال 23 لأطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 23)، التي ستحتضنها مدينة بون بألمانيا من 6 إلى 17 نونبر الجاري، من أجل تعزيز الدينامية التي انطلقت في كوب 22 بمراكش في أفق بلوغ أهداف اتفاق باريس حول المناخ.

    ودعا المجلس الأوروبي جميع الشركاء للحفاظ على وتيرة مراكش من أجل ” الحصول على نتائج إيجابية خلال الكوب 23، وكوب 24 التي ستحتضنها كاتوفيك ببولونيا في 2018 وغيرها ومن مؤتمرات أطراف هذه الاتفاقية، معربين عن أملهم في أن تمر الكوب 23 في ” إطار روح بناءة ” خاصة من خلال ” تعزيز دور الفاعلين غير الحكوميين ” في جهود محاربة آثار التغيرات المناخية.

   فبعد التقدم الذي تحقق على مستوى برنامج العمل بباريس، بفضل الكوب 22 بمراكش واجتماعات الهيئات الفرعية في بون في ماي الأخير، حث المجلس على ضرورة التقدم بخطوات ” على شكل مشاريع قرار تهم جميع الجوانب الأولوية التي وردت في برنامج العمل بباريس، من أجل المصادقة على قرارات خلال الكوب 24 “.

   ونوه المجلس في هذا الصدد بالمشاورات الشاملة والشفافة التي جرت في ماي 2017 تحت إشراف الرئاسة المغربية الحالية والرئاسة المستقبلية لجزر الفيجي لكوب 23، بخصوص تنظيم حوار لتسهيل المشاورات في 2018،  والتي تشكل أول حدث سياسي هام بعد باريس، حيث ستعمل الأطراف على تقييم الجهود الجماعية المبذولة من أجل بلوغ أهداف بعيدة المدى.

   وفي وقت بلغ فيه عدد الدول التي صادقت على اتفاقية باريس 169، من بينهم جميع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تشجع هذه الأخيرة باقي البلدان على الانضمام لهذه الاتفاقية التي  “لا رجعة فيها ” و” التي يعد تفعيلها ضروريا من أجل سلامة وازدهار الأرض ” ،في أسرع وقت ممكن.

   وأبرز الاتحاد الأوروبي التطور الذي تحقق على مستوى تفعيل المساهمات على المستوى الوطني من أجل بلوغ الهدف المتمثل في التقليص، في أفق 2030، من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي بنسبة 40 في المائة مقارنة مع سنة 1990.

   وفيما يتعلق بتمويل الجهود لفائدة المناخ، يظل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء متشبثين بالتزامهم بالرفع من تعبئة الموارد المالية لفائدة محاربة انعكاسات التغيرات المناخية على المستوى الدولي، في إطار الهدف الجماعي للبلدان المتقدمة  المتمثل في تعبئة 100 مليار دولار كل سنة بحلول 2020 وإلى غاية 2025 لمواجهة هذه الظاهرة.

   وقد ارتفعت مساهمات الاتحاد الأوروبي والدول الاعضاء من أجل مساعدة الدول النامية لمحاربة التغيرات المناخية إلى 2ر20 مليار أورو في 2016 وهو تطور ملموس مقارنة مع سنة 2015، مشيرا إلى أن هذه المساهمة مرحلة هامة نحو تفعيل الاتفاق الملزم قانونا حول التغيرات المناخية بباريس في دجنبر 2015.

   ففي توصية صدرت مؤخرا، دعا البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل استراتيجية ” صفر انبعاثات ” في أفق 2050 .

   وتهدف هذه الاستراتيجية إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أكثر من 2 في المائة ومواصلة الجهود من أجل الحفاظ على درجة 5ر1.

   وأكد النواب الأوروبيون، الذي دعوا إلى التزامات أوروبية ودولية ملموسة من أجل البحث عن مصادر جديدة للتمويل، على ضرورة ملاءمة القروض والاستثمارات مع هذه الأهداف، خاصة من خلال التخلص من الوقود الأحفوري، وإلغاء بشكل تدريجي لقروض التصدير بالنسبة للاستثمارات المتعلقة بهذا النوع من الوقود.

   ويعقد هؤلاء النواب آمالهم على مؤتمر بون من أجل توضيح هيكلة تيسير الحوار في 2018، والذي يروم دراسة جهود الحكومات لبلوغ الأهداف المرجوة على المدى البعيد

عن جريدة: فاس نيوز ميديا