وتم منح الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، التي ترأستها الروائية المغربية ليلى السليماني، للصحافي هشام حذيفة عن كتابه “التطرف الديني”.
وأعلنت ليلى السليماني ، الحائزة جائزة غونكور 2016 عن روايتها “أغنية هادئة”، عن اسمي الفائزين، مؤكدة أنه بمنح جائزة الأطلس الكبير لأسماء المرابط ، أرادت لجنة التحكيم “أن تحيي دقة وصرامة البحث”، مشيرة إلى أن هذا الكتاب، الديداكتيكي والمتين، يطرح أسئلة جوهرية ويعيد النظر في عدد من اليقينيات، والكليشيهات “التي يبدو لنا أنه من الضروري تفكيكها”.
وأضافت السليماني أنه “سيرا على خطى مفكري النهضة، فتحت أسماء المرابط طريقا مجددة وملهمة، بالبحث من داخل النصوص الدينية عن جواب على الإشكاليات الحارقة من قبيل المساواة بين الجنسين، وإرث النساء، وقضية الحجاب وتعدد الزوجات”، مشيرة إلى أن الجائزة تكافيء أيضا شجاعة المواقف التي تطرحها الكاتبة بأسلوب مباشر وصريح.
وقالت السليماني إن الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، التي آلت إلى هشام حذيفة، تبرز عملا صحافيا هو عبارة عن روبورتاج ميداني يشرف العمل الصحافي ويلامس قضايا أساسية لها نتيجة مباشرة على حيوات مواطنات ومواطنين مغاربة، موضحة أن الفائز انكب على الكتب المدرسية والمحاضرات في الجامعات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت أسماء المرابط عن “غبطتها وتشرفها” بنيل الجائزة، مشيرة إلى أنه في عملها، وهو خطاب قوي حول إشكاليات راهنة، تقترح “حلولا ومقاربات جديدة لتجاوز رؤية تقليدانية ومتقادمة تطرح مشكلا”.
وفي تصريح مماثل، قال هشام حذيفة إن كتابه “يهتم بجذور التطرف من خلال تحقيقات صحافية في مختلف الأوساط”، مشيرا إلى أن هذا العمل هو ثمرة أزيد من أربعة أشهر من العمل الميداني في مختلف جهات المملكة، وفي الجامعات بالخصوص.
واستهلت ليلى السليماني الحفل، الذي تم بحضور العديد من الشخصيات، من بينها أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة، وإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجامع بيضا، مدير أرشيف المغرب، فضلا عن صحافيين ومثقفين وطلبة، بمحاضرة في موضوع “الدفاع عن التفكير النقدي”.
وأبرزت السليماني، في هذه المحاضرة، دور المثقف بصفته فاعلا مهما في تنمية المجتمعات، مذكرة بالتحديات التي على الكاتب الملتزم، المنتقد لمجتمعه ومحيطه، رفعها بشكل يومي عند ممارسته لأنشطته.
وكانت رئيسة لجنة التحكيم مرفوقة ، خلال هذه الدورة من جائزة الأطلس الكبير، بالعديد من الشخصيات الثقافية الفرنسية والمغربية، خاصة جمال الدين الهاني عميد كلية الآداب بالرباط والمترجم، وإريك فيني مدير “إن إر إف إيسي” و”فوليو إسي” بمنشورات غاليمار، وكارولين داليميي المؤسسة بالاشتراك لمكتبة ليفرموا بالدار البيضاء، وعبد الله الترابي الصحافي والكاتب والمتخصص في الإسلام السياسي في المغرب، ومحمد الطوزي الجامعي وأستاذ العلوم السياسية.
يشار إلى أن الدورة الحالية من الجائزة، التي أحدثتها السفارة الفرنسية بالرباط سنة 1991 ، نظمت هذه السنة بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.