أكد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة السيد عزيز رباح، اليوم الجمعة بمدينة بنجرير، أن النهوض بالطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، يحتاج إلى اعتماد تكنولوجيا متطورة وبحث علمي متقدم.
وأضاف في تصريح للصحافة خلال زيارة ميدانية لمركز الطاقة الخضراء ببنجرير التابع لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، أنه نظرا للتطور السريع الذي يشهده مجال الطاقات المتجددة، فإن المملكة المغربية استطاعت أن تواكب هذا التطور من خلال إنجاز عدة مشاريع في هذا الشأن خاصة عبر إحداث مركز الطاقة الخضراء ببنجرير، المختص في الطاقة الشمسية، الذي يتوفر على تكنولوجيا جد متقدمة في مجال البحث وتطوير الطاقة الشمسية.
وأبرز أن هذا المركز استطاع ربط علاقات كبيرة مع مختلف الجامعات الوطنية وكسب ثقة كثير من الشركاء الدوليين لكونه يحتضن عدة مشاريع ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي وشركات دولية صاعدة في مجال البحث وتطوير الطاقة الشمسية، فضلا عن كونه يتلقى عدة منتوجات تخص شركات دولية لتقييمها وملاءمتها مع الظروف المناخية.
وأكد السيد رباح، أن هذا المركز، بفضل التكنولوجيا العالية والمتطورة التي يتوفر عليها، أصبح حاضنا للأبحاث والتجارب والتقييمات والتكنولوجيا التي تصدر حاليا، مبرزا أن هذا الإنجاز سيجعل المغرب رائدا عالميا في مجال الطاقات المتجددة وخاصة فيما يرتبط بالبحث في الطاقة الشمسية في انتظار خلق مراكز أخرى في مجال الطاقات البديلة كالطاقة الريحية والبحرية والعضوية ليشمل جميع الطاقات المتجددة.
من جهته، أوضح مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، السيد بدر إيكن، أن مركز الطاقة الخضراء ببنجرير، “غرين إنيرجي بارك”، الذي يتوفر على تكنولوجيا جد متطورة في مجال البحث في الطاقة الشمسية، سيساهم في تطوير تكنولوجيا مغربية في مجال الطاقات الشمسية تستفيد منها المملكة والقارة الإفريقية، وسيعمل على تطوير أنظمة مرتبطة بالطاقات الشمسية.
وأضاف السيد إيكن، أن هذه المنصة العلمية الخاصة بالبحث وتطوير الطاقة الشمسية من شأنها تعزيز الاستراتيجية الوطنية الطاقية، مذكرا بأن هذا المركز يشكل حلقة وصل بين الجامعات والشركات الوطنية والدولية لتطوير البحث والابتكار في مجال الطاقة الشمسية، إلى جانب تكوين الطلبة الباحثين ومساعدة الشركات من أجل الشروع في تطوير تكنولوجيا محلية محضة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المركز، الذي تم تطويره من قبل معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بدعم من وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يعد نموذجا فريدا من نوعه يتيح خلق الانسجام وتقاسم البنية التحتية للبحث من أجل تحقيق التميز، من جهة، واكتساب المعرفة والمهارات من مختلف الشركاء من جامعات وشركات صناعية من جهة أخرى.
ويضم المركز ، الذي رصد لإنجازه غلاف مالي يقدر ب210 مليون و266 ألف درهم على مساحة 8 هكتارات، عدة مختبرات في مجال الخلايا الكهرو-ضوئية والطاقة الشمسية المركزة موزعة على أكثر من 3 آلاف متر مربع.
وبهذه المناسبة، قام وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بزيارة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، اطلع خلالها على مختلف البنيات التحتية والتكوينات التي توفرها٬ والتي تعتمد على ركائز محورية٬ تتمثل في التعليم والبحث والتطوير ونقل التكنولوجيات واحتضان المشاريع الخلاقة والواعدة والقرب من عالم المقاولة.
وتضم الجامعة عددا من المدارس التي تقدم تخصصات مختلفة (التدبير الصناعي٬ الهندسة٬ الفلاحة في المناطق القاحلة٬ التكنولوجيات الخضراء والتنمية المستدامة٬ التعمير والهندسة المعمارية٬ الأعمال والتدبير٬ الحكامة والإدارة العمومية وعلوم الصحة).