أكد الرئيس السابق لجمهورية مالي، ديونكوندا تراوري، اليوم الأربعاء بطنجة، أن شراكة “ذكية” بين أوروبا وإفريقيا أصبحت تفرض نفسها، بهدف جعلها اتفاقا مربحا للجانبين.
وأوضح السيد تراوري، خلال جلسة مناقشة بعنوان “مبادرة الحوار الأورو – إفريقي”، قبيل افتتاح منتدى ميدايز، أنه “أمام التحولات الحالية في العالم، صار لزاما على إفريقيا وأوروبا إعادة هيكلة وتعميق وصقل شراكتهما الاقتصادية والمالية والصناعية والبشرية”.
وأبرز الرئيس المالي السابق أننا “نعيش مفارقات” في ما يتعلق بالعلاقات الأوروبية الإفريقية، معتبرا أن أوروبا، من جهة، تمتلك التكنولوجيا الصناعية ولديها قدرات مالية مهمة، لكنها في طور الشيخوخة ديمغرافيا ودون موارد طبيعية، بينما إفريقيا، من جهة أخرى، تعتبر قارة فتية بموارد هائلة، لكنها تفتقر إلى القدرات التكنولوجية والأدوات المالية لتثمين ذلك وتحقيق التنمية.
وفي هذا الإطار، أوضح السيد تراوري أن الاتحاد الأوروبي يعتبر من بين القوى الاقتصادية العالمية الكبرى بناتج داخلي خام يناهز 16 تريليون و 210 مليار دولار، اي ما يعادل 22,07 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي لعام 2015، وهو أكبر قوة تجارية عالمية بحوالي 14,8 في المئة من التجارة العالمية.
وبالرجوع إلى الدراسة التي قام بها الخبير فلي دومبيا، اعتبر السيد تراوري أن التجارة الأورو – إفريقية ستكون مفيدة لإفريقيا التي تمتلك مؤهلات بشرية وموارد طبيعية هائلة، مشيرا إلى أن أوروبا تصدر لإفريقيا ما قيمته 150 مليار دولار، بينما تستورد منها 208 مليار دولار.
وقال إن “هذه الشراكة الضرورية تفرض نفسها لأننا على متن المركب نفسه (…) المغامرة الإنسانية لن تكون فردية، بل متضامنة. إنها لم تكن ولن تكون ممارسة فردية، بل يتعين عيشها بشكل متضامن”.
وخلص الرئيس المالي السابق إلى أننا “سنغرق جميعا إذا لم نلب دعوة هذا السفر الجماعي، على قاعدة اتفاقات واضحة ومحترمة، ومساهمات قابلة للقياس، واستراتيجيات منصفة، وفق مبدأ أن كل واحد عليه أن يقوم بالعمل الذي يتقنه. هذا السفر الجماعي يتعين أن يكون سفرا للكبار حيث كل واحد سيدرك أن مستقبله مع المجموعة كلها”.
وتعرف الدورة العاشرة لمنتدى ميدايز، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة أزيد من 3 آلاف شخص وأزيد من 150 متدخلا رفيع المستوى، من بينهم العديد من رؤساء الدول والحكومات السابقين والوزراء والزعماء السياسيين ومدراء المقاولات والجامعيين، حيث يناقشون القوة الاقتصادية الجديدة للقارة الإفريقية إلى جانب العديد من القضايا الراهنة بالمشهد الجيوسياسي العالمي.