قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر، بينما قالت مصادر في الرئاسة اللبنانية إن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيتوجه إلى السعودية حاملا رسالة بأن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة صراع إيراني سعودي.
وأضاف أن السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات لا المبايعات. جاء ذلك بعد لقائه مع مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دَريان.
وأشار المشنوق إلى أن “الرئيس سعد الحريري هو من يقرر طبيعة المرحلة المقبلة عند عودته إلى لبنان”، وردا على سؤال عن احتمال تعيين بهاء رفيق الحريري، الشقيق الأكبر لسعد الحريري، رئيسا للحكومة، قال الوزير ذاته إن هذا الكلام دليل على جهلٍ بطبيعة لبنان وطبيعة السياسة فيه.
وفي وقت سابق وردت معلومات عن طلب مسؤولين سعوديين من بهاء الحريري الترشح لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وشهدت دار الإفتاء منذ إعلان الحريري عن استقالته حركة مشاورات ولقاءات مع مفتي الجمهورية للَجْم تداعيات الاستقالة، حيث زارت شخصيات سياسية المفتي دريان، وأعلنت ثقتها بحكمته في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وشدّدت على أهمية الوحدة الوطنية. أزمة كبرى
وفي هذا السياق أكد وزير الداخلية اللبناني أن ما يمر به لبنان هو أزمة وطنية كبرى تستوجب التشاور الدائم مع المفتي دريان والتفاهم معه على ضرورة التروي والحكمة في التصرف، لافتا إلى أن كبار المسؤولين يتصرفون بحكمة وتروّ.
واعتبر أن هذا ما يجب فعله من أجل إيجاد قاعدة تفاهم مشتركة حول مستقبل الأيام المقبلة في الشأن الحكومي.
وفي الرابع من الشهر الحالي أعلن الحريري -أثناء زيارته للسعودية وفي كلمة بثها الإعلام السعودي- عن استقالته، وبرر ذلك بأنه معرض للاغتيال، مهاجما في نفس الوقت حزب الله وإيران. واعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن استقالة الحريري أملتها عليه السعودية، مرجحا أن يكون الدافع عملا ما يتم التخطيط له ضد حزب الله.
في هذه الأثناء قالت مصادر في الرئاسة اللبنانية إن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيتوجه إلى السعودية حاملا رسالة بأن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة صراع إيراني سعودي.
وأوردت المصادر نفسها أن البطريرك طلب لقاء رئيس الحكومة اللبناني المستقيل، سعد الحريري.من جهتها، دعت كل من كتلة المستقبل في البرلمان برئاسة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة وكذلك تيار المستقبل (الذي يرأسه الحريري)، إلى عودة الحريري للبنان لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبلاد.
وتسيطر أجواء الترقب والقلق في لبنان بعد استقالة الحريري. ويتريّث الرئيس عون في اتّخاذ موقف من الاستقالة إلى حين عودة الحريري إلى بيروت. وقد وافقه على ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وقال مراسل الجزيرة في بيروت جوني طانيوس إن الإرباك هو سيد الموقف في الساحة اللبنانية، يضاف إليه الكثير من الغموض، موضحا أن المؤشرات تبيّن أن الجهات الرسمية في لبنان لن تتعامل مه هذه الاستقالة ما لم يحضر الحريري إلى بيروت، وهي تتعامل معها من منطق ترجيح فرضية أن الحريري قيد الإقامة الجبرية أو رهن الاعتقال.