أضاع النادي المكناسي العودة إلى المركز الأول بعد تعادله المحبط داخل ميدانه (2-2 ) برسم الدورة الثامنة من بطولة الهواة أمام إتحاد آيت ملول المحتل للصف التاسع برصيد نقط (8).
اليوم لن نعمل على وصف أشواط المباراة بالتفصيل، فبعد أن سجل كل من العثماني وحمودة لهدفي السبق، تعود اتحاد آيت ملول إلى التعادل و تكسير شوكة المكناسيين الهشة في آخر دقائق اللعب.
لنقل إن ” الكوديم غادية بالبركة وكفى “، نعم هي حصيلة التعادلات المتوالية الدالة على كفاف حيلة تجديد اللعب وطرق اشتغال المدرب، كل المؤشرات من بدء مكونات كثيبة اللاعبين والفراغ القاتل في وسط الميدان، إلى مكون التدريب و المعالجة المميتة لأطوار المباريات، إلى مستوى التنظيم والحواجز الحديدية المبالغ فيها، إلى تواصل يوحي بالسكون وقص الألسن عن الكلام المباح. لنقل بالإقرار أن هناك في العمق الدفين مشاكل كثيرة، لنقل بأن هناك اختلالات تنظيمية وتدبيرية لمجموعة من الأزمات التي تتفاقم بالكثرة وتتزايد يوما عن يوم، لنقل بأن هناك ارتجالية لحظية في اتخاذ القرارات السليمة التي تضمن الرقي بالفريق نحو وجاهة البطولة باستحقاق، لنقل بأن هناك نميمة حارة و مشوشة تسكن الفريق والوسط المحيط به وتسيح بالكلية السلبية.
بين بوابة الملعب ورقعة الملعب تضيع الحقيقة وتتوزع بين أيدي كل المتدخلين، تضيع لحمة التضامن الكلي بالمكاشفة التامة و تلقي بأنصار النادي المكناسي نحو جمع الأيدي وسد الأعين والأفواه و الجلوس بالمدرج كالأصنام الشاردة. لكنهم يقولون لا ثم ألف لا، ويعلنون أنهم الأوفياء الأشداء على حماية مستقبل فريق النادي المكناسي، لا على مبايعة الأشخاص والإنبطاح بقبول ” سمع وشوف وسكوت”.
حين تم الدفع بتسريع سحب بساط التشاركية من تنظيم الولوج إلى الملعب بين المكتب وجمعية الأنصار تحس بأن الشفافية والمكاشفة تضيق منها قلوب بعض المحيطين بالفريق المكناسي. حين يتم التضييق على الجماهير من الولوج إلى متم مدرج لا يصلح بتاتا ، ولا يحترم كرامة الجمهور المكناسي ، فسجل أن ذلك الجمهور الأبي لن يرفع صوته، لن يرفع أي شعار مكتوب. فسجل بالواضح أنه بنهاية المباراة سيلقي بحنقه نحو أسلوب اللعب والفراغ في وسط الميدان، وخطة المدرب المتناسخة إلى حد الملل وضياع نتيجة نقاط المباراة الكاملة. فسجل بمتم القول أن اختيارات المكتب أصبحت غير سليمة تجاه مكونات الفريق ككل، و تجاه روح الجماهير وأصبح الأمر يستدعي الضبط العاجل.
حين يتم حذف جناح (المدرج الشرقي) من ملعب ” الخطاطيف” وتمنع الجماهير من ولوجه بحجة أنه آيل للسقوط، فإن الأمر يحتاج إلى تقرير كاشف من السلطات الوصية، ويسقط الفريق في خانة البحث عن ملعب بديل لا يوجد بمكناس. إنها بعض من الارتجالية في تدبير ما يقارب ( 2000) من الجماهير المكناسية فقط . لكن، كيف ندبر شأن الجماهير الكثر بمكناس إن عادت الكوديم لصفوة البطولة؟.
حين لا تجد الوجوه الصحافية المتابعة للمباراة مكانا آمنا وملائما، فإن الأمر غير سوي وأصبحت مساحة تفكير الهواية تستولي على تتبع الفريق ومكتبه.
حين تجد سلطة التأديب تسقط بالانتقائية التفضيلية على بعض اللاعبين الأيتام من التغطية، فآعلم أن الفريق يخطو نحو التدبير برؤية اللحظة وسلطة المكانة، حين ينتفض لاعب أمام أعين الحكم والمكتب المسير والمدرب والصحافة ويسب علنا تجاه منصة الجماهير، فاعلم أنه من لاعب من الفشوش (الخاوي) و سيصبح فيما بعد قادرا على نزع قميص الفريق بحنق عند تغييره و يلقي به أرضا.
حين يكون الفريق محقق لسبق الفوز (بإصابتين) ، ويريب (يحطم) المدرب المباراة بالمرة باستبدالات تشتت تلاحم اللاعبين بالملعب، وتتلف التركيز وتسقط الفريق في هاوية التعادل بالكره، فاعلم أن التفكير في خطط بديلة لهيكلة الفريق أصبحت لازمة اليوم قبل غد الشتوي.
سئم الجمهور من وضعية الفريق البادية في التردي من تعادل لآخر، والذي لن يحقق حتى سبل أمل التفكير في الصعود. سئم الجميع الارتجالية في تنظيم مباراة في فئة الهواة من البوابة إلى مدرج الفرجة. سئم الجمهور من التضييق عليه واعتباره عنصرا مشوشا عندما أصبح يطالب بالشفافية والمكاشفة في التدبير وتحقيق الحكامة وإدارة التغيير.
هي الكوديم التي ” بالدم وبالروح تملك الجماهير المكناسية”، هي الكوديم وبدون مزايدات سجالية تحتاج إلى وقفة عاجلة لوضع البدائل والتصويبات الممكنة بالتوافق الكلي، تحتاج إلى رؤية التوافق العادل بين الأنصار والمكتب المسير، تحتاج إلى تخطي نتائج أضعف الإيمان (التعادل فقط )، تحتاج إلى نفض سلطة غبار تفكير الهواية والهواة الذي بدأ يشيخ بمكناس سنة بعد أخرى.
عن موقع: فاس نيوز ميديا