أكد الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الخروج من الوضع المتأزم الذي يعيشه العالم العربي يستوجب الارتقاء بإمكانيات العمل المؤس س ي، سواء على مستوى البرلمانات والحكومات أو على مستوى منظمات المجتمع المدني.
وأوضح المالكي في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية والعشرين للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، أن الأمة العربية أضحت تعيش وضعا متأزما، حيث “تفرقت كلمتها، وضعفت روحها الوحدوية، وتضاءلت شحنة تضامنها”، معتبرا أن العمل البرلماني يظل أحد الأ سباب الضامنة لصناعة الأ مل وتوفير فضاءات الحوار والإ نصات المتبادل، وتحصين الكيان العربي، وتقوية الإرادة الجماعية، وتوحيد الرأي حول متطلبات العمل الجماعي.
واعتبر المالكي أنه يصعب على الأمة العربية أن تتقدم إلى الأمام “إذا لم نوحد الصف العربي، ونرتب الاختلافات بين الأ شقاء، ونتصرف بإرادة متفائلة وثقة في المستقبل، وأ يضا أن نتحرك بإرادة جماعية حازمة تجاه أمننا القومي الع ر بي الذي بات مهددا في ظل الاختراقات الراهنة والتهديدات الداخلية والخارجية للاستقرار والأمن”.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن الأمة العربية تحتاج إلى “مراجعة شاملة لأ نساقها الفكرية والسياسية، ولنماذجها الاقتصادية والاجتماعية، ولأنماطها المؤسسية التقليدية الهشة حيثما وجدت” مبرزا أن “أ ي مساس ببلد عربي هو مساس بنا جميعا، وأي تهديد لوحدة وتراب أي بلد عربي هو تهديد لوحدتنا وسيادتنا الترابية كأمة عربية”.
ودعا المالكي إلى التمسك بإطارات العمل الوحدوي العربية وفي مقدمها الاتحاد البرلماني العربي، الذي ينبغي الحفاظ عليه بكل ما يتوفر من إ مكانيات، وصونه كآلية من آليات العمل المشترك، وتمكينه من أسباب الاستمرارية وضمانات النجاح والفعالية والتأثير والمصداقية، فضلا عن تقوية الهياكل المؤسسية الديموقراطية الحريصة على إ شراك المجتمعات العربية في صناعة القرار، وتجسير العلاقة مع المشاريع والأفكار، وحماية الاستقرار.
في السياق نفسه ، أكد المالكي على أهمية التوجه العربي نحو الفضاء الأفريقي، موضحا أن “التجربة المغربية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس استراتيجيا واقتصاديا علمتنا أ ن الانفتاح على هذه القارة تؤسسه لغة المصالح المتبادلة ولا تضمنه الشعارات والخطابات وعبارات المجاملة أو المشاعر والنوايا الطيبة”، وأن هذا الانفتاح تضمنه المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والمبادرات المشتركة القائمة على الواقعية الملموسة وبناء الثقة وسبل التكامل العربي-الإفريقي.
وقال إنه “كلما وحدنا رؤيتنا، وكلمتنا، وآفاقنا، ومصالحنا العربية، وضمنا لأنفسنا سبل المحافظة على البيت العربي الواحد الموحد، كلما نجحنا في توجهاتنا نحو إفريقيا، ونحو أوروبا، ونحو الأمريك يتين الشمالية والجنوبية، ونحو القوى الإقليمية المحيطة بالجغرافيا الع ر بية، وكذا نحو العمق الأ سيوي الحيوي المؤثر اليوم”.
من جهته،استعرض الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي، السيد فايز الشوابكة، أوضاع الاتحاد وأنشطته خلال الفترة الممتدة من 20 مارس الماضي إلى 3 دجنبر الجاري، لاسيما على صعيد برنامج عمله ومشاركته في المحافل العربية والدولية والإقليمية، فضلا عن بعض المقتضيات الإدارية والمالية والتنظيمية التي تخص هذا الاتحاد.
يشار إلى أن أشغال اللجنة التنفيذية ستنكب خلال هذه الدورة على دراسة مشروع برنامج العمل ومشروع الميزانية لسنة 2018، علاوة على التحضير للدورة الثالثة والعشرين لهذه اللجنة والمؤتمر السادس والعشرين للاتحاد البرلماني العربي. والجدير بالذكر أن الاتحاد البرلماني العربي، الذي تأسس سنة 1974، منظمة برلمانية عربية تسعى إلى تعزيز الحوار بين المجالس البرلمانية والبرلمانيين العرب، وكذا إلى النهوض بالعمل المشترك وتنسيق الجهود البرلمانية العربية في مختلف المجالات على الصعيدين الإقليمي والدولي.