تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته رسميا، بعد شهر من إعلانه الصادم الذي صدر من السعودية.
وكان الحريري قد علق الاستقالة قبل أسبوعين في أعقاب عودته إلى لبنان، بعد تدخل فرنسا.
وقال الحريري في بيان إن الوضع قد سوّي بعد موافقة جميع أعضاء الحكومة على البقاء بمنأى عن شؤون الدول العربية الأخرى.
وقد اتهم الحريري جماعة حزب الله – المشاركة في الحكومة – وإيران بنشر الفرقة عبر أرجاء المنطقة.
وقال أيضا إنه كانت هناك مؤامرة لقتله، وإن لم يقدم أي تفاصيل عن ذلك.
وتشارك جماعة حزب الله في حكومة وحدة وطنية شكلها الحريري العام الماضي، وأنهت فعليا سنوات من النزاع في البلاد.
وقد اتهم زعيم حزب الله، حسن نصر الله، السعودية بإجبار الحريري على الاستقالة، وهذا ما نفته الرياض والحريري كلاهما.
ونفى الحريري أيضا في وقت سابق وجود أي تدخل للسعودية في لبنان، قائلا “منذ أن توليت السلطة لم يحدث أن تدخلت السعودية”.
وقال الحريري الثلاثاء في البيان الذي تراجع فيه عن استقالته “جميع الأعضاء في الحكومة قرروا النأي بأنفسهم عن كل النزاعات، والخلافات، والحروب، أو الشؤون الداخلية لأشقائنا في البلدان العربية، من أجل الحفاظ على علاقات لبنان الاقتصادية والسياسية”.
روبرت فيسك في الإندبندنت: “إستقالة سعد الحريري من رئاسة الوزارة اللبنانية ليست كما تبدو”
وفي هذا إشارة واضحة إلى أنشطة جماعة حزب الله، التي أرسلت آلاف المقاتلين لدعم الحكومة في كل من سوريا والعراق.
ونفت الجماعة اتهامات لها بمساعدة المسلحين الحوثيين في اليمن، والمتشددين في البحرين.
وكان الحريري قد أعلن استقالته في خطاب متلفز في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من الرياض، اتهم فيه إيران بزرع بذور “الشقاق والخراب والدمار” في المنطقة.
وكان اجتماع الحكومة اللبنانية الذي أعلن فيه الحريري سحب استقالته هو الأول منذ أن أدت استقالته إلى دخول البلاد في أزمة سياسية.