جدد المغرب والبرتغال اليوم الثلاثاء بالرباط، إرادتهما في إعطاء دفعة جديدة لتعاونهما الثنائي، وذلك بمناسبة الدورة 13 للاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى.
وبهذه المناسبة، أشاد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والوزير الأول البرتغالي أنطونيو كوسطا، بعلاقات التعاون “الممتازة” و”المتميزة” التي تربط البلدين، داعيين إلى تطويرها بشكل أكبر، لاسيما عبر انخراط مكثف للقطاع الخاص في كلا البلدين.
وأبرز رئيس الحكومة، في لقاء صحفي مشترك مع السيد كوسطا، أن هذا الاجتماع عالي المستوى، الذي يعكس الاهتمام الذي يوليه البلدان لعلاقاتهما الثنائية، يأتي في سياق علاقات سياسية “متميزة” بين الرباط ولشبونة، ما فتئت تتطور يوما بعد يوم.
وأوضح أن البلدين قررا، بهذه المناسبة، إعطاء دينامية جديدة للمبادلات التجارية الثنائية، والرفع من التدفقات الاستثمارية وتنويع الشراكات القطاعية، مذكرا في هذا الصدد، بافتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي البرتغالي اليوم الثلاثاء.
وأشار العثماني إلى أن هذا اللقاء كان مناسبة للتوقف عند الإنجازات المحققة من طرف البلدين منذ الاجتماع عالي المستوى الأخير المنعقد بلشبونة في 2015، مسجلا أنه منذ ذلك اللقاء، توطدت العلاقات السياسية بين المغرب والبرتغال وكذا العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وكانت هذه المشاورات المنعقدة بمناسبة هذه الدورة 13 مناسبة لإبراز “التعاون الوثيق” بين الرباط ولشبونة داخل المؤسسات الأوروبية ودعم البرتغال لشراكة المملكة مع الاتحاد الأوروبي.
ونوه رئيس الحكومة، في هذا الإطار، بمستوى التعاون بين البلدين داخل مختلف المنتديات الإقليمية والدولية، مشيرا على سبيل المثال، إلى الحوار 5 زائد 5 والاتحاد من أجل المتوسط، حيث يعمل البلدان بشكل وثيق، من أجل بناء فضاء أورو-متوسطي مستقر وآمن ومزدهر.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضح السيد العثماني أن هذه الدورة كانت مناسبة لإعادة تأكيد روح الانفتاح التي تبنتها المملكة، مع احترام ثوابتها الوطنية، مؤكدا في هذا السياق، أن المملكة تظل متشبثة بجهود الأمين العام للأمم المتحدة وقرارت مجلس الأمن. من جهته، تطرق الوزير الأول البرتغالي إلى مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والبرتغال، الذي سيساهم “في ضمان الأمن الطاقي للبلدين مع تنويع مصادرهما المرتبطة بالتموين الطاقي”.
واعتبر كوسطا أن هذا الربط سيمكن من التقريب بشكل أكثر، بين شعبي البلدين على كافة المستويات وفي كل المجالات.
وفي معرض رده على سؤال حول السياسة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد السيد كوسطا أن جلالة الملك يعد “مرجعا كبيرا ليس فقط في إفريقيا ولكن أيضا في أوروبا”.
وعن مشاركة جلالة الملك في القمة الخامسة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي المنعقد الأسبوع الماضي بأبيدجان بالكوت ديفوار، أكد الوزير الأول البرتغالي أن حضور جلالة الملك “أعطى قيمة مضافة كبيرة” لهذه القمة.
وبخصوص مكانة إفريقيا في سياسات البلدين، أكد المسؤول البرتغالي أن الشراكة المغربية-البرتغالية لا تنحصر في الإطار الثنائي، معتبرا أن البلدين “بإمكانهما تعبئة رصيدهما (…) من أجل تحقيق مشروع مشترك” موجه نحو إفريقيا.
وقال إن “هذه الشراكة من شأنها المساهمة في تنمية إفريقيا، وخاصة إفريقيا جنوب الصحراء. الأمر الذي يشكل تحديا أساسيا للقرن 21”.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، ذكر الوزير الأول البرتغالي بأن موقف بلاده ينسجم مع موقف الأمم المتحدة، وبأن البرتغال يدعم جهود الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي من أجل الصحراء.
وشارك في هذا الاجتماع عالي المستوى عدد من المسؤولين الحكوميين المغاربة وأعضاء عن الوفد المرافق للوزير الأول البرتغالي، من بينهم أعضاء من الحكومة ومسؤولون كبار ورجال أعمال. وبهذه المناسبة، وقع البلدان على 12 اتفاقا في عدد من المجالات الاستراتيجية تهم بشكل خاص المجالات الاقتصادية والطاقية والثقافية، وكذا التعاون الثلاثي في بلدان أخرى، والصحة والوظيفة العمومية.
وبالموازاة مع هذا اللقاء، نظم منتدى اقتصادي ثنائي، تحت شعار “التعاون من أجل الاستثمار الصناعي المشترك”، بمشاركة وفد هام لمقاولات برتغالية وفاعلين اقتصاديين مغاربة ينشطون في عدة مجالات.
كما افتتح معرض فوتوغرافي يوثق الحضور البرتغالي بالمغرب بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.