بدأ مجلس الأمن الدولي وقائع جلسة طارئة لمناقشة قضية اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.
وقد دعت لعقد هذه الجلسة الطارئة 8 دول، هي فرنسا وبريطانيا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وأوروغواي.
وقد طلبت هذه الدول من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم بيانا بشأن الأمر خلال الجلسة.
- “مقتل فلسطيني وإصابة عشرات” المتظاهرين برصاص الجيش الإسرائيلي
- القدس خلال القرن العشرين
- ما هي خصوصية القدس عند الإسرائيليين والفلسطينيين؟
جاء ذلك في وقت شهد خروج احتجاجات عارمة في شوارع عدد من عواصم الدول العربية والإسلامية، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي.
وقد قُتل فلسطيني وأصيب عشرات برصاص جنود إسرائيليين خلال مظاهرات على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة إن حصيلة الجرحى برصاص القوات الإسرائيلية بلغت ستة وخمسين شخصاً، بينهم ثلاثة في حالة خطرة.
وقد أعلنت مشيخة الأزهر أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الغى لقاءً كان مقررا له العشرين من الشهر الجاري مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أعقاب قرار ترامب الأخير.
وأضافت المشيخة في بيانها أن السفارة الأمريكية تقدمت بطلب لعقد اللقاء قبل أيام ووافق شيخ الأزهر عليه لكنه عدل عن تلك الموافقة ورفض اللقاء بعد القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس مطالبا ترامب بالتراجع فورا عن هذا القرار.
ونقلت بيان المشيخة عن الطيب قوله “كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون ، يجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا.”
وكان الطيب وجه نداء عقب صلاة الجمعة اليوم لأهالي القدس قائلا فيه ” لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم.. ونحن معكم ولن نخذلكم”.
وسبق أن حذر شيخ الأزهر من القرار الامريكي وقال إنه “يفتح باب جنهم على الغرب قبل الشرق” ويعزز ثقافة الكراهية والانقسام ويشكل “خطوة متهورة وباطلة شرعاً وقانونًا، لكونها تمثل تزييفًا واضحًا غير مقبول للتاريخ، وعبثًا بمستقبل الشعوب، لا يمكن الصمت عنه أبدًا”.
وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصف هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.
وقد استبعد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن تنتقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس قبل حلول عام 2019. كما أضاف أن بناء مقر للسفارة في القدس وتحضير ترتيبات الانتقال سيستغرق بعض الوقت.
وكان البيت الأبيض حذر السلطة الفلسطينية من مغبة إلغاء اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في وقت لاحق من الشهر الجاري ردا على قرار ترامب.
وقال جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن بنس الذي سيقوم بجولة في المنطقة، غير مرحب به.
وكان قرار الرئيس الأمريكي أثار موجة من ردود فعل عربية ودولية غاضبة، وسارع زعماء في العالم الإسلامي وآخرون في المجتمع الدولي إلى انتقاد الخطوة والتحذير من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف تراق فيها الدماء.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في بيان إن “بريطانيا لا توافق على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حول وضعها”، مؤكدة أن مقر السفارة البريطانية في إسرائيل هو تل ابيب وليس هناك أي خطة لنقلها”.
ووصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه “مؤسف” داعيا كل الأطراف بضرورة الابتعاد عن العنف.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى “استئناف عملية سلام هادفة في اتجاه حل الدولتين”، وقال إنه “طريق لابد من التوصل إليه، عبر المفاوضات، لحل وضع مدينة القدس كعاصمة مستقبلية لكلا الدولتين، حتى يمكن تحقيق تطلعات كلا الطرفين”.
وأعربت كل من الصين وروسيا عن مخاوفهما من أن تؤدي الخطوة إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
عن موقع : فاس نيوز ميديا