أعربت الأمم المتحدة وعدة دول في مجلس الأمن عن قلقها وأسفها تجاه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اعترف الأربعاء الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
فقد قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف -خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن- إنه لا بديل عن حل الدولتين، معربا عن قلقه من احتمالات العنف بعد قرار ترمب.
وحذر المسؤول الأممي (في مداخلته عبر “فيديو كونفرنس”) من مخاطر شديدة من احتمال حدوث تصرفات أحادية الجانب “تبعدنا عن السلام”، داعيا الجميع لضبط النفس والحوار والامتناع عن التصعيد.
سفير السويد أولوف سكوف قال إن قرار ترمب لا يؤثر في بلاده أو موقف الاتحاد الأوروبي إزاء القدس، موضحا أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل يناقض قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، ونحن نعارضه، محذرا من أن يتحول “هذا النزاع إلى نزاع ديني”.
وأكد أهمية الحفاظ على الوضع الراهن للقدس، خاصة الأماكن الدينية، داعيا أميركا إلى طرح مقترحات تفصيلية لتسوية فلسطينية إسرائيلية.
وفي هذا السياق أيضا، قال مندوب فرنسا فرانسوا ديلاتر إن بلاده تأسف للقرار الأميركي، وإنها لا تعترف بسيادة إسرائيل على الشطر الشرقي من القدس، مشيرا إلى أن تغيير وضع القدس والتركيبة السكانية باطل ويجب التخلي عنه.
من جهته، قال مندوب مصر عمرو أبو العطا إن وضع القدس كمدينة محتلة لم يتغير، ولن يتغير إلا باتفاق الأطراف من خلال المفاوضات، وإن القاهرة ترفض أي آثار مترتبة على ذلك.
وأعرب المندوب المصري عن استنكار بلاده لقرار ترمب، مذكرا بأن جميع قرارات مجلس الأمن ترفض السيادة الإسرائيلية على القدس.
وفي هذا السياق الرافض لقرار ترمب، قال مندوب بوليفيا ساشا سوليز إن قرار ترمب من شأنه أن يقوض أي فرصة لتحقيق السلام.
ونقل مراسل الجزيرة مراد هاشم عن سوليز قبيل دخوله الجلسة، أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن قرارا واضحا بهذا الشأن فسيكون محتلا هو أيضا.
بدوره، دعا مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور إلى إلغاء قرار ترمب، وأشار إلى أن هذا القرار يقوض الدور القيادي الأميركي في عملية السلام، مؤكدا أنه لا يجب أن يتغير وضع القدس من قبل طرف واحد أو دولة واحدة.
وطالب السفير الفلسطيني الدول بألا تعترف بأي قرارات أحادية، وتحديدا التي تتعلق باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وأكدت السفيرة الأميركية أن واشنطن ما زالت تتمتع بالمصداقية كوسيط لدى الإسرائيليين والفلسطينيين، وقالت إن الأمم المتحدة قوضت بدلا من أن تدعم فرص السلام في الشرق الأوسط.
وكانت بريطانيا وفرنسا والسويد وبوليفيا وأوروغواي وإيطاليا والسنغال ومصر طلبت عقد اجتماع في مجلس الأمن لبحث قرار ترمب الذي تسبب في اندلاع مواجهات في كل أنحاء الضفة الغربية وبغضب في الشارع العربي.
عن موقع : فاس نيوز ميديا