عرفت مدينة الصويرة، خلال الفترة الخاصة باحتفالات رأس السنة، إقبالا كبيرا من لدن السياح، مكن مختلف مؤسسات الإيواء السياحية بمختلف أصنافها، بهذه المدينة العريقة، من تسجيل نسبة ملء بلغت 100 في المائة.
واستقبلت مدينة الرياح نهاية الأسبوع الماضي أعدادا مهمة من السياح المغاربة وأيضا الأجانب، ممن فضلوا الاحتفاء بحلول السنة الميلادية الجديدة مع الأسرة أو رفقة الأصدقاء والأقارب، في جو حميمي وحسن الضيافة والاستمتاع بهدوء هذه المدينة الساحلية الجميلة، لتعزز بذلك مكانتها ضمن الوجهات المفضلة بالمملكة الأكثر استقطابا للسياح.
وأكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة رضوان خان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن كافة الفنادق بالصويرة، بمختلف أصنافها، كما هو الشأن بالنسبة لوحدات الاستقبال الأخرى، بلغت الحد الأقصى لطاقتها الإيوائية، بنسبة ملء وصلت إلى مائة في المائة، مما يعكس جليا الانتعاشة الجيدة للقطاع السياحي بالمدينة وما تحظى به هذه الوجهة السياحية من إشعاع على الصعيدين الوطني والدولي.
وبعد أن سجل الارتياح الكبير في أوساط المنعشين السياحيين بعد تسجيل هذه النتائج، أبرز رضوان خان، أن الصويرة تستقبل حاليا سياحا من مختلف بقاع العالم، خاصة من الأسواق التقليدية التي أكدت حضورها وثقتها بهذه الوجهة، من ضمنها اسبانيا وألمانيا، إلى جانب الأسواق الأخرى الصاعدة المصدرة للسياح على غرار السوق الآسيوية (الصين وكوريا واليابان).
وذكر أن مدينة الرياح استطاعت رفع طاقتها من الأسرة بمختلف أصناف مؤسسات الايواء، من 200 سرير خلال الفترة مابين 1997 و1998، لتصل حاليا إلى حوالي 6000 سرير، مبرزا أن الصويرة أصبحت تتوفر على بنية تحتية للاستقبال متنوعة.
وأضاف أنه لكسب تحدي التنظيم الجيد لاحتفالات نهاية السنة، اتخذت مجموعة من التدابير بتنسيق مع السلطات المحلية والمنتخبين ومهنيي القطاع، لتمكين زوار المدينة من الاستمتاع أكثر بفترة إقامتهم بالصويرة، وذلك من خلال تحسيس أرباب الفنادق والمهنيين بضرورة السهر على راحة زبنائهم، إلى جانب إجراءات أخرى تم اتخاذها لتعزيز الجانب الأمني سواء داخل مؤسسات الاستقبال أو بمختلف فضاءات المدينة.
وقال إن الصويرة، التي تندرج مدينتها القديمة ضمن قائمة التراث العالمي للانسانية، تعرف بهدوئها وأمنها وبساطة وود سكانها، علاوة على حسن ضيافتهم، مشيرا إلى المؤهلات التي تتيح للمدينة تقديم صورة حقيقية عن الانفتاح والتعايش والحوار بين الديانات السماوية الثلاثة الاسلام واليهودية والمسيحية.
وذكر أن مدينة الرياح تزخر بتراث يهودي مهم، مما يجعلها مقصدا سنويا للسياح سواء المعتنقين للديانة اليهودية أو غيرها، وهو ما يعزز مكانة المغرب كأرض للسلم والتسامح والتعايش، منوها بتنظيم عدة مهرجانات وتظاهرات ثقافية، بمبادرة من جمعية الصويرة موكادور، التي تساهم سنويا في اشعاع المدينة على المستوى الوطني وأيضا الدولي.
ويسعى المجلس الإقليمي للسياحة في سبيل ا لمحافظة على هذه الدينامية، يقول المتحدث، إلى تنويع العرض السياحي، والرفع من مدة إقامة ا لسياح، والمحافظة على نظافة المدينة وتقوية جاذبيتها، إلى جانب الاهتمام بشكل مميز باكتشاف أسواق جديدة مصدرة للسياح، وذلك بتعاون مع الوزارة المعنية والمكتب الوطني المغربي للسياحة.
وبعد أن كشف عن مفاوضات مع شركات للطيران للانفتاح أكثر على السوق الاسبانية، من خلال بحث سبل فتح خطوط جوية انطلاقا من مدريد وبرشلونة، ذكر رضوان خان أن الربط الجوي للمدينة انتقل من حوالي ثلاث رحلات جوية في الأسبوع سنة 2012، ليصل حاليا إلى 15 رحلة جوية في الأسبوع، وأن هناك سعي حثيث لبلوغ 25 أو 30 رحلة جوية في الأسبوع في أفق سنة 2019.
وبخصوص تشجيع السياحة الداخلية، يقول خان، ستبذل جهود لتطوير هذا القطاع، بشراكة مع المنعشين الوطنيين، وبتقديم حزمة من التحفيزات طيلة السنة حول الصويرة، وخاصة بعد تدشين الخط الجوي الرابط بين الدار البيضاء والصويرة.
وأضاف أن المجلس الإقليمي للسياحة بصدد بحث مع المكتب الوطني المغربي للسياحة سبل وضع استراتيجية رقمية للتواصل، بهدف الترويج أكثر للمدينة على المستوى الوطني، وأيضا بالسوق الدولية المصدرة للسياح، مشيرا إلى أهمية تطوير الجانب المتعلق بالسياحة البيئية بالنظر إلى الامكانات التي يزخر بها هذا الإقليم، والتي تتيح للسائح امكانية اكتشاف المغرب في تنوعه وغناه.
وشهدت مدينة الصويرة خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2017، حسب معطيات للمديرية الإقليمية للسياحة، ارتفاعا بنسبة تسعة في المائة في ليالي المبيت بمؤسسات الايواء المصنفة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 11 في المائة، في عدد السياح الوافدين على المدينة.
وسجل شهر نونبر، لوحده، نموا في عدد ليالي المبيت (29 في المائة)، وفي عدد الوافدين (34 في المائة)، وذلك مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016.