قال المؤلف والمخرج المسرحي عبد الكريم برشيد، إن الحرية لا تعطى، وهي ليست وصفة جاهزة، بل هي إحساس داخلي يترجمه سلوكنا وتترجمه إبداعاتنا، وأنا شخصيا، ما أحسست يوما إلا أنني حر.
وتابع برشيد، في جواب على سؤال هل كنت تحس خلال حقبة “سنوات الرصاص” أنك تعيش فعلا، في ظل دولة بوليسية تقمع الحريات، ضمن حوار مع يومية المساء نشرته ضمن عددها الصادر اليوم الأربعاء، “هذا الإحساس عشته وحملته في دواخلي، وتصرفت دائما بحرية، وعلى أنني إنسان حر ومواطن يعيش في رعاية دولة لها قوانين ينبغي احترامها”.
وأكد برشيد “لو أنني أحسست لحظة بأنني مقموع ما كنت أبدعت”، لأن المسرح ليس هو الشعر، ذلك أنه يمكنك أن تكتب قصيدة وتمررها كيف شئت، في حين أن المسرح حضور ومواجهة، مواجهة الأنا والآخر، في المكان هنا، وفي الزمان الآن، وهو إطار جماعي له مناخ لا يمكن أن يكون مناخا للحرية، ويفترض في هذا الفعل المسرحي التلاقي في المكان العام وفي الزمان المشترك، يضيف المتحدث.
وخلص الفنان المسرحي المغربي، إلى أن الإنسان الذي اختار المسرح يتحتم عليه أن يختار معه المواجهة، وأن يختار الحرية، وأن يكون على استعداد لأن يتقبل تبعات هذه الحرية، مبرزا أن المسرح ولد أساسا في أثينا، “أي في تلك المدينة الدولة الديمقراطية، والقائمة على التعدد وعلى الحوار وعلى الفكر الحر”.