علم لدى الطاقم الفني أن تصوير الفيلم الطويل “نوبة العشاق” لمخرجه محمد عهد بنسودة، الذي كان مقررا ابتداء من 18 دجنبر الماضي بفاس، قد تأجل لأسباب “مالية صرفة”.
وأوضح المصدر أنه “بعد مرحلة أولى من التحضيرات استغرقت ستة أسابيع، تقرر تأجيل تصوير الفيلم الضخم، بسبب عدم كفاية السيولة المالية الواجب توفرها”، مضيفا أن إدارة الإنتاج “حددت 29 يناير الجاري كتاريخ للشروع في التصوير”.
وأبرز أن الشريط المطول “نوبة العشاق” الذي يهدف إلى تعريف الجمهور عن الوجه الحضاري والفكري والعلمي للحاضرة الإدريسية خلال القرنين 15 و16، يحتاج “لإمكانيات مادية ولوجستيكية ضخمة”، منها ، على سبيل المثال ، الأزياء التقليدية التي سيتقمصها الممثلون، والتي تطلبت بحوثا أكاديمية تواكب المرحلة، وتم تصميمها وخياطتها من طرف شباب مبدعين ومصممين مغاربة.
ويشارك في الفيلم الذي ستصور مشاهده على مدى ستة أسابيع، 40 ممثلا و920 من الكومبارس، سيعملون على التعريف بالجوانب الحضارية والثقافية والفكرية والعلمية للحاضرة الادريسية في تلك الحقبة، والتي تبرز غنى وتنوع الصناعة التقليدية التي لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل السينما المغربية.
ويحكي الشريط المقرر تصوير كامل مشاهده بمدينة فاس، قصة حماد الصانع التقليدي الشاب الذي يعيش في أجواء هادئة وأحلام جميلة من الحب والموسيقى ويجد نفسه فجأة أمام تحد استئناف دراسته والانعزال عند صديقه الوفي من أجل صناعة إسطرلاب بحري لصالح مغامر برتغالي.
وبسبب سرقة الإسطرلاب من صديق حماد الذي تعرض للقتل، أصيب حماد بالجنون وتم علاجه بفضل الموسيقى، وتمكن في الأخير من كشف حقيقة مقتل صديقه على يد طالب بجامعة القرويين.
ويندرج فيلم “نوبة العشاق” في إطار البحث عن استمرارية في الأسلوب الذي نهجه المخرج عهد بنسودة في إنجاز فيمله السابق “موسم لمشاوشة” الذي مكن الجمهور المغربي من الاطلاع على جانب من التراث الثقافي على مستوى الرياضة وفنون القتال التقليدية.