أعطيت ، عشية اليوم الخميس ، انطلاقة احتفال العاصمة العلمية للمملكة بيومها السنوي الثامن، كتظاهرة اعتاد على تنظيمها (المنتدى المغربي للمبادرات البيئية).
وتهدف هذه التظاهرة التي تستمر ثلاثة أيام تحت شعار “تنمية فاس وأسئلة الاستدامة”، التداول في آليات والسبل القمينة بالدفع بالدينامية السوسيو-اقتصادية للمدينة وإبراز تراثها الألفي، استحضارا لإشعاعها الذي عرفت به عبر التاريخ.
وفي حفل الافتتاح، ذكر نائب رئيس الجماعة الحضرية حسن محب بإشعاع الحاضرة الإدريسية منذ تأسيسها قبل أزيد من 12 قرنا وما تختزنه من تراث حضاري وتاريخي، مضيفا أن هذا اليوم السنوي يروم في جوهره مساءلة الأطراف المعنية بخصوص التحديات المطروحة من أجل تنمية متناسقة ومستدامة لهذه المدينة المصنفة تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو.
وقال محب إن فاس مدينة العلم والعلماء والفن والإبداع والصناعة التقليدية، مشيرا إلى أنها أيضا “القلب النابض” للمملكة.
وشدد ، في هذا الإطار ، على الضرورة الملحة لمضاعفة الجهود لانتشال العاصمة الروحية للمغرب من واقعها الحالي وتوجيهها نحو طريق التطور.
ومن جهته، ذكر نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله إبراهيم أقديم أن هذه الأخيرة تعد إحدى البنيات المبادرة إلى تأسيس اليوم السنوي لفاس، مبرزا أهمية وراهنية شعار هذه الدورة الذي يبحث في البيئة كرهان استراتيجي حقيقي لتنمية المدينة والحفاظ على طابعها التاريخي والحضاري.
واستعرض أقديم أعمال البحث والتنمية التي بادرت إليها الجامعة، مفيدا بأن هذه المؤسسة تتوفر حاليا على 11 قطبا للبحوث القطاعية تتمحور حول معالجة مختلف القضايا السوسيو-اقتصادية والبيئية والثقافية.
ولم يفت رئيس (المنتدى المغربي للمبادرات البيئية) عبد الحي الرايس الإشارة ، بدوره ، إلى مضمون هذه التظاهرة التي تروم تقديم أجوبة عن واقع المدينة في أفق جعلها متجددة ودائمة العطاء، داعيا كافة الفاعلين إلى بذل مزيد من الجهود لوضع قطار هذه الحاضرة الأمبريالية على سكة التطور.
كما ذكر الرايس بأن تخليد اليوم السنوي فرصة لفتح النقاش وتبادل الآراء حول واقع المدينة ورؤيتها المستقبلية.
وتميز حفل افتتاح هذا الحدث بتقديم التصميم الجهوي لإعداد التراب الذي يشكل خارطة طريق لتنمية الجهة خلال السنوات ال25 المقبلة، وكذا مخطط التنمية الجهوية كخارطة طريق يمكنها من تعزيز السياسة الجهوية والدفع بتنافسيتها الاقتصادية، وهما وثيقتان جديدتان صادق عليهما مجلس جهة فاس-مكناس مؤخرا.
ويقف المشاركون في النسخة الثامنة لليوم السنوي لفاس المنظم بشراكة مع عدة أطراف، ضمنها الجماعة الحضرية للمدينة ومجلس الجهة وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، عند الاختلالات والمشاكل المعيقة لتنمية المدينة والمسيئة لمشهدها الحضري.
ومن بين المحاور المطروحة للنقاش في هذا الموعد “مخططات التنمية للجماعة الحضرية”، و”مخططات التنمية لجهة فاس-مكناس”، و”التنمية المستدامة”، و”المشاريع المستقبلية”.
ويتضمن برنامج النسخة الثامنة ، أيضا ، عرض شريط موضوعاتي، وتنظيم معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية، وفقرة تكريمية لصناع تقليديين، فضلا عن ورشات وأنشطة فنية لفائدة الشباب.
وتكتنز مدينة فاس التي تأسست سنة 808 ميلادية (192 ه) والمصنفة تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، عدة معالم تاريخية منها 11 مدرسة تاريخية و43 مدرسة قرآنية و83 ضريحا وزاوية و176 جامعا في مقدمتها جامع القرويين و40 حماما، لتكون العاصمة الروحية للمملكة نموذجا حيا للمدينة المتوسطية والعربية-الإسلامية، وقطبا حضاريا وحضريا لجهة فاس-مكناس.