وقال بركة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأول حول “الرياضة والمجتمع” الذي تنظمه الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تحت شعار “الرياضة، التنمية سوسيو اقتصادية، والدبلوماسية الموازية” أن الرياضة في الواقع تعتبر مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن واحترام الذات واحترام الآخر في إطار المنافسة الشريفة، وتحقيق الذات والاندماج في المجتمع وزرع بذور الأمل.
وشدد على أن الرياضة حاملة للقيم التي “نسعى إلى ترسيخها في نفوس الناشئة، ألا وهي قيم بذل المجهود والاستحقاق والانفتاح والتضامن والثقة والاحترام” مؤكدا على أنه يتم ترسيخ هذه القيم وتعلمها على أرض الميدان، بشكل منساب وطبيعي في جو من متعة الممارسة الرياضية باعتبارها أضحت من الحقوق الأساسية وحجر الزاوية في تحقيق التنمية البشرية، “لذلك يتعين تعميمها بشكل مهيكل ومؤطر على صعيد كل جهات المملكة”.
وأوضح في هذا الصدد أنه يتم في العديد من البلدان اعتماد برامج لإدماج الشباب من خلال الرياضة، حيث تبين أنه من الأيسر إقناع الشباب باحترام وتبني القواعد الاجتماعية في فضاء للعب أكثر منه في الفضاءات الأخرى، وهو مايتطلب العمل بقوة على تعزيز مكانة الرياضة في المناهج الدراسية وتوفير تأطير تقني وإداري للرياضة في الأحياء، مع ضمان انخراط قوي للمجتمع المدني، ووضع مسارات حقيقية لأولئك الذين يرغبون في اختيار مسلك الرياضة كتخصص مهني من أجل أن يصبحوا أبطالا رياضيين أو مؤطرين رياضيين أو مختصين في التدبير أو صحافيين رياضيين.
وأبرز نزار بركة، من جهة أخرى، أن اقتصاد الرياضة يساهم بشكل مباشر وغير مباشر بـ 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام و2,2 في المائة من حجم مناصب الشغل في بلدان الاتحاد الأوروبي، و”من هنا تتضح أهمية هذا القطاع، الذي يتطلب بذل المزيد من الجهود لتطويره بالمغرب رغم تحقيقه لبعض النجاحات وتوفره على بنية تحتية مهمة”.
وأشار إلى أن الدراسة التي قام بها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتعاون مع بنك المغرب، حول قياس القيمة الإجمالية للمغرب، وتقديم توصيات لاعتماد الرأسمال اللامادي كمعيار أساسي خلال وضع السياسات العمومية، طبقا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أوصت بجعل الرياضة رافعة لإشعاع المملكة، مبرزا أنه “فضلا عن مساهمتها في الارتقاء والتميز وتعزيز أواصر الانتماء، تشكل الرياضة حاملا تواصليا، في الداخل والخارج، يعكس دينامية البلد، والأهمية التي يوليها لعامل الأداء الرياضي، وكذا مدى قدرته على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى”.
وتتوخى الجمعية المغربية للصحافة الرياضية من خلال تنظيم هذا المنتدى، بتنسيق مع جامعة محمد الخامس بالرباط والجمعية المغربية للهندسة السياحية، إلى تسليط الضوء على موضوع الرياضة كحق من الحقوق الأساسية للانسان، وسبل توسيع ممارستها لتشمل كافة شرائح المجتمع، فضلا عن اعتبارها قطاعا اقتصاديا قائم الذات، يمثل حوالي 2 في المائة من الناتج الداخلي الاجمالي في العديد من البلدان المتقدمة.