أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطينية “فتح” وسفارة فلسطين بالمغرب، مساء أمس السبت 06 يناير بالرباط، الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاق الثورة الفلسطينية، بحضور فعاليات سياسية وطنية وعربية وجمهور عريض من المساندين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، دور الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة “فتح” في إبقاء القضية الفلسطينية على سلم القضايا العالمية، موضحا أن الثورة الفلسطينية التي اقتضت تضحيات جسام من الشعب الفلسطيني نحجت في تحقيق إنجازات كثيرة لصالح القضية الفلسطينية وفي أكثر اللحظات حرجا.
وقال الشوبكي، إن الاحتفاء السنوي بذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية يعد “تأكيدا على استمرار النضال الفلسطيني إلى أن تتحقق مطالبنا الوطنية، وهو تعبير عن إخلاص شعبنا وقيادته لنهج الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات وكوكبة الشهداء من قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية الذين ناضلوا من أجل تثبيت دولة فلسطين على الخارطة الجغرافية والسياسية وبناء مؤسساتنا الوطنية، وهو الإنجاز الذي تكلل بانضمام فلسطين إلى جملة من المعاهدات والمواثيق والمنظمات الدولية والأممية”.
وأضاف أن القضية الفلسطينية ستبقى الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، “فلا هدوء ولا استقرار إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم”، مثمنا دور القيادة الفلسطينية في شخص رئيسها، في تحقيق هذه الإنجازات في المحافل الدولية.
ودعا المسؤول الدبلوماسي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والاحتكام الى مواد الاتفاقيات الدولية ووقف الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني المتمثلة بالاستيلاء على الأرض ونهب الثروات وسرقة المقدسات والاعتداء على الإنسان.
وأشاد السفير الفلسطيني بموقف المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، في دعم القضية الفلسطينية، ورفض المملكة القاطع لقرار اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا أن هذا الاحتضان والدعم المغربي كان وسيبقى حاضرا في الوجدان الفلسطيني كما هو حضور حي المغاربة في القدس.
من جانبه، قال حسن قاسم في كلمة باسم أمانة سر فرع حركة “فتح” في المغرب، إن انطلاقة الحركة في الفاتح من يناير 1965 كانت نقطة تحول جذرية في تاريخ الشعب الفلسطيني والمنطقة بأكملها، مؤكدا أن هذه الحركة “العملاقة حولت مجموع اللاجئين إلى شعب يحمل السلاح ويفرض نفسه على الخارطة الدولية كشعب مناضل من أجل الحرية والإستقلال وتقرير المصير”.
وأضاف أن حركة “فتح” تتمتع بالقدرة على فهم الواقع المحيط بها عربيا وإسلاميا ودوليا وكذا استقطاب العالم للوقوف إلى جانب قضيتنا العادلة، مُجددا دعم حركة “فتح” بالمغرب للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية.
من جانبه، أشاد رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، محمد بنجلون الأندلسي بالنضال وتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني الذين بذلوا الغالي والنفيس للدفاع عن وطنهم وقضيتهم العادلة، معتبرا أن انطلاق الثورة الفلسطينية بقيادة حركة “فتح” في ستينيات القرن الماضي “شكل تطورا نوعيا في مسار حركة التحرر.
وقال إن إرادة الشعب الفلسطيني هي سلاح المقاومة الفلسطينية، “فهي ليست مقاومة بالحجارة إنما هي مقاومة إيمان باسترداد فلسطين والانتصار”، مؤكدا أن المغرب سيبقى بمختلف أطيافه ومكوناته نصيرا وداعما وحاضنا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وتميز هذا اللقاء بعرض الشريط الوثائقي “العاصفة مرت من هنا” للمخرج طارق يخلف، استعرض أهم المحطات في مسار الثورة الفلسطينية، مذكرا بأبرز قياداتها وشخوصها.
كما تم عرض لوحة جدارية كبيرة الحجم للفنان المغربي سعيد قديد، عبارة عن صورة للقدس وقبة الصخرة مع مساحات لتوقيع الحضور على اللوحة وكتابة شعارات تؤكد أن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.