أكد وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، اليوم السبت بسيدي يحيى الغرب، أن المقاهي الثقافية تشكل مجالا ثقافيا واعدا، داعيا إلى توسيع شبكتها بشكل يساهم في تنويع مجالات الاستهلاك الثقافي.
وأبرز السيد الأعرج، في كلمة خلال أشغال الملتقى الوطني السابع لشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، المنعقد على مدى يومين، أن المقاهي بالمغرب تعد أماكن استقطاب جماهيري واسع، مما يقتضي استهدافها بالعرض الثقافي، معتبرا أن ذلك لن يتأتى ذلك إلا بترسيخ هذا التقليد أولا، وتوسيع شبكة المقاهي الثقافية.
وبعدما استحضر أهمية هذه التجربة التي ترتاد فضاءات المقاهي وتوصل الثقافة لفئات إجتماعية متنوعة لا تصل الى الفضاءات الثقافية التقليدية، عبر الوزير عن قناعته بريادة هذه التجربة التي ستعمل الوزارة على دعم توسيعها أكثر.
وقال، في هذا السياق، إنه إذا كانت المسؤولية الملقاة على عاتق الوزارة تكمن في توفير تجهيزات ثقافية من مكتبات وخزانات وتشجيع إنتاج وتداول الكتاب وغيرها، فإن جهود ترسيخ تقاليد القراءة والاستهلاك الثقافي تقتضي توسيع دائرة عرض المنتوج الثقافي في فضاءاته غير التقليدية.
وبخصوص اتفاقية الشراكة التي وقعها بهذه المناسبة السيد الأعرج ورئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب السيد نور الدين اقشاني، أشار الوزير إلى أنها تهدف إلى توسيع شبكة هذه الفضاءات وجعلها ملتقى للتداول بين المثقفين والفنانين من جهة، وترسيم مواعيد قارة لتصريف الثقافة انطلاقا من المقاهي التي تعرف ارتياد جمهور من مختلف الأعمار والفئات.
وسجل أن الاتفاقية ستمكن المقاهي من الاضطلاع، إلى جانب هذا الدور الحيوي، بدور منصة إعلانية للفعل الثقافي الذي يقام في فضاءاته التقليدية، معتبرا أن هذا التشبيك سيكون في صالح التنمية الثقافية وتوسيع دائرة الاستهلاك الثقافي، لا سيما بالنظر لصعوبة الاستقطاب الثقافي، يضيف الوزير، بحكم الوسائط المناف سة الأخرى وبالتالي يكون الاستقطاب الأصلي للمقاهي مكسبا بنائيا.
كما نوه السيد الأعرج بالجهود الرامية إلى إشاعة الفعل الثقافي في فضاءات ذات طبيعة وظيفي ة أخرى ألا وهي المقاهي، معتبرا أنها تشكل وسيلة من وسائل تقريب الثقافة من المواطن في أماكن الارتياد والترفيه مثل هذه.
وجدد الوزير أيضا التأكيد على الانفتاح على كل الاقتراحات التي من شأنها المساهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الثقافية انطلاقا من بناء مجتمع قارئ، يصبح لديه الاستهلاك الثقافية عادة يومية عفوية. ولا شك أن الثقافة تعد البوابة الضرورية لباقي أشكال البناء التنموي، وتحقيق هذه الغاية يبقى موكولا على إرادتنا جميعا.
وتميز اللقاء على الخصوص بكلمة لرئيس المجلس الجماعي للمدينة، أكد فيها على أهمية التجربة وعزم الجماعة على دعمها، فيما استعرض النائب الأول للشبكة تجربة المقاهي الثقافية، إلى جانب عرض شريط يلخص مختلف الأنشطة التي نظمتها الشبكة في مختلف ربوع المملكة.
يذكر أن برنامج الملتقى الوطني السابع لشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، المنعقد بمدينة سيدي يحيى الغرب، على مدى يومين، تضمن عدة جلسات للمنسقين ناقشت التجربة واستعراض مختلف جوانبها، ومعرض تشكيلي، وسيختتم مساء اليوم بالعرض التجريبي لمسرحية “رماد اليقين” عن ديوان بنفس العنوان للشاعر محمد بلمو، تقدمها فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب، من إخراج الفنان طارق بورحيم.