الحضور الوازن للمغرب في مهرجان “ميلا سوراج قند” بالهند دعم قوي للتقارب الثقافي والحضاري بين البلدين ( المصلي)

قالت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، السيدة جميلة المصلي، اليوم الجمعة، إن الحضور الوازن للمغرب في مهرجان الصناعة التقليدية “ميلا سوراج قند” بالهند، يشكل دعما قويا لجهود التقارب الثقافي والحضاري بين البلدين .

وأوضحت السيدة المصلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال افتتاح الدورة الـ 32 لهذا المهرجان المنظم ما بين 2 و 18 فبراير الجاري، أن “مشاركة المملكة، كضيف شرف، في هذه التظاهرة الهامة سيعمل على تعزيز العلاقات بين المغرب والهند، اللذين يتقاسمان العديد من الروابط المشتركة والقيم الحضارية”.

وأبرزت السيدة المصلي، التي أشرفت بهذه المناسبة على افتتاح الرواق المغربي في هذا المهرجان، بحضور سفير صاحب الجلالة بنيودلهي السيد محمد مالكي، أن “المشاركة المغربية، التي تتزامن مع تخليد ذكرى مرور 60 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، تأتي في سياق دعم سبل التعاون الثنائي، وإنجاح آفاق الشراكة الاستراتيجية المرتقبة بينهما” .

وأضافت أن الحضور المغربي، الأول من نوعه داخل الهند في هذا المجال، يشكل محطة مهمة لتوطيد أواصر التعاون مع الهند، ودعم جهود انفتاح المغرب على المنطقة الآسيوية من خلال البعد الثقافي الذي تجسده الصناعة التقليدية، التي تظل جسرا مهما للتواصل بين الأمم والحضارات .

وأكدت السيدة المصلي أن المغرب يحضر بامتداده الثقافي الإفريقي والعربي لدعم أسس التعاون مع الهند، والتي اتخذت زخما متناميا بفعل الاهتمام الملكي الخاص، من خلال الزيارتين الرسميتين اللتين قام بهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى هذا البلد في 2001 و 2015 ، وعبر التطلع المشترك إلى إطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين .

واعتبرت أن قطاع الصناعة التقليدية يعد آلية إضافية لمزيد من التواصل بين المغرب والهند، ليس فقط على المستويين السياسي والاقتصادي، ولكن على مستوى الشعبين لأن الصناعة التقليدية هي إنتاج مجتمع ذي حمولة ثقافية وحضارية وتاريخية وهوياتية، وبالتالي فإن إبرازها يعمل على التقريب أكثر بين الصانعين والمجتمعات والأمم .

وأشارت السيدة المصلي إلى أن المغرب يشارك برواق متميز من حيث الشكل والمحتوى والسعة والخصائص، عبر مجموعة من العارضين في مجموعة من الحرف والفنون المتعلقة بالصياغة والحلي واللباس التقليدي المغربي والمصنوعات الجلدية والفضية والنحاسية، بالإضافة إلى رواق مؤسساتي يتم من خلاله التعريف بالمملكة وتاريخها ونمط العيش داخلها .

وتشارك في رواق “الصناعة التقليدية بالمغرب”، الذي أقيم على مساحة تبلغ حوالي 80 مترا مربعا، خمس تعاونيات تعمل في المجال وثلاثة حرفيين في عدة مهن، للتعريف بمهارات وإبداعات الصانع المغربي أمام جمهور غفير سيأتي لاكتشاف غنى وتنوع منتجات الصناعة التقليدية بالمملكة .

كما سيتم تنشيط الرواق المغربي ضمن هذا المهرجان، الذي يحج إليه أزيد من مليون زائر كل عام، من طرف مجموعة فلكلورية من فن “كناوة”، بالإضافة إلى برمجة فقرات للتعريف بمهن الفن والصناعة التقليدية بالمملكة .

وتشمل هذه التظاهرة الدولية الكبرى، التي يتم تنظيمها بتعاون بين قطاع السياحة في ولاية هاريانا وسلطات منطقة “سوارج قند”، وبدعم من وزارات الشؤون الخارجية والثقافة والسياحة وقطاع النسيج في الهند، مزيجا من الألوان والنكهات وفنون الطبخ والموسيقى الفلكلورية المحلية والعالمية، ومنتجات الصناعة التقليدية بجميع أشكالها .

ويعد مهرجان “ميلا سوراج قند”، الذي ينظم سنويا منذ 1987، إحدى التظاهرات الثقافية البارزة في الهند التي تحتفي بالتقاليد الفلكلورية للبلاد وتراثها الثقافي الضاربة جذوره في التاريخ، لاسيما تلك المرتبطة بالصناعة التقليدية في المجال القروي .

عن جريدة: فاس نيوز ميديا