نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، نهاية الأسبوع، بمدينة فرانكفورت، لقاء تواصليا حول موضوع ” الثقافة الإسلامية في زمن الثقافة الرقمية: فرص وتحديات”.
وشارك في هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، سبعون إطارا مغربيا أثبتوا ذاتهم في مجموعة من مجالات البحث العلمي وأصبحوا فاعلين في بناء المجتمع وتطويره.
وأوضح خالد حاجي، الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة أنه تم خلال هذه الندوة ” بحث كيف يمكن الاستفادة اليوم من الثقافة الرقمية لربط الانسان المغربي بجذوره العائلية والثقافية والدينية، والمساهمة في إغناء الثقافة الأصلية التي ينحدر منها”.
وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على أن الثقافة الرقمية تطرح اليوم مجموعة من التحديات أمام انتشار عدد من الوعاظ الرقميين والذين ينشطون على الشبكة العنكبوتية بدون حسيب ولا رقيب، وينشرون خطابا قد يحرض على الانحراف عن طريق الصواب ولا يساهم في تنوير الأجيال الصاعدة، مشددا في هذا الصدد على ضرورة التحلي بالمسؤولية وبحس نقدي كبير في التعامل مع الفضاء الافتراضي.
وأضاف أن المشاركين في هذه الندوة دعوا إلى ” تطوير ميكانيزمات والنهوض بمجال الثقافة الرقمية للاستفادة من الخبرات المتراكمة وجعل المغاربة يستفيدون ويفيودون غيرهم سواء في بلدان الاستقبال أو بلدانهم الأصلية “.
وجاء في أرضية هذا اللقاء، أن الثقافة الرقمية أصبحت واقعا حيث بسطت نفوذها على جميع الثقافات وألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة، فصارت تشكل وعي الإنسان بذاته وبمحيطه، كما صارت توجه سلوك الفرد والجماعة. وبهذا فقد أصبحت تجابه الإنسان بتحديات جديدة لا قبل له بها، كما أصبحت كذلك تمنحه فرصا جديدة لتوسيع مداركه وتحقيق ذاته في الكون.
ولا شك أن للثقافة الرقمية تأثيرا كبيرا على الثقافة الإسلامية بوجه خاص؛ فقد أصبح المسلمون يتوسلون بوسائلها في حياتهم الخاصة والعامة، بل حتى في شؤونهم الدينية والروحية، بحيث لم يعد من الممكن تصور الاستغناء عن هذه الوسائل في نشر المبادئ والقيم والحث على الأخلاق.
ويواجه المسلمون في زمن الثقافة الرقمية تحديات كثيرة، منها ما هو مشترك بينهم وبين غيرهم، ومنها ما هو خاص بهم. كما أن هذه الثقافة تمنحهم فرصا عظيمة للانخراط في روح العصر وتحقيق ذواتهم في سياق كوني أرحب.
ويأتي على رأس الفرص التي تسنح للمسلمين اليوم، في الزمن الرقمي، فرصة ربط ذواتهم بثقافة آبائهم وأجدادهم، ربطا يكون مصدر قوة واغتناء، لا مصدر ضعف وافتقار.