انتهز ملايين البرازيليين فرصة عطلة نهاية الأسبوع للاحتفال مبكرا بمقدم الكرنفال وسط تظاهرات شعبية تشمل عروضا موسيقية وحفلات تنظمها “البلوكوس”، وهي مجموعات التنشيط المحلية التي تلتئم حول عنصر يوحدها قد يكون حيا من الأحياء أو هيأة أو تيمة معينة.
وبمختلف مدن البلاد كريو دي جانيرو وساو باولو وسالفادور وبرازيليا، كان البرازيليون في الموعد منذ الساعات الأولى من يومي أول أمس السبت وأمس الأحد لتخليد “كرنفال دا روا” الذي يعتبر بمثابة مقدمة ل “الكرنفال الحقيقي” الذي سيستحوذ على الأزقة والقلوب خلال الأسبوع المقبل بعروض تقدمها مدارس السامبا وتطغى عليها الألوان الزاهية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كان التنكر باستعمال مختلف الألوان، والموسيقى الصاخبة في الموعد ضمن الفقرات الاحتفالية التي تسبق هذه التظاهرة الثقافية، ولم يمنع سوء الأحوال الجوية، على الخصوص في برازيليا، الآلاف من البرازيليين من مختلف الأعمار من الانضمام الى هذه الاحتفالات.
وفي ريو دي جانيرو وساو باولو، أكبر مدينتين بالبرازيل، تمت برمجة عروض لنحو 200 فرقة “بلوكوس” خلال نهاية الأسبوع في إطار هذه الاحتفالات التي تسبق المهرجان والتي انطلقت في 19 يناير الماضي.
ووفقا لأرقام رسمية، فإن مليوني شخص من ساكنة ساو باولو قد شاركوا في الفقرات التي نشطتها مجموعات “البلوكوس” أول أمس بالعاصمة الاقتصادية للبرازيل، فيما تجمع نصف مليون شخص بوسط مدينة ريو للاستمتاع بأداء فرقة “بلوكو دا بريتا” التي تشرف عليها بريتا جيل، نجلة المغني الشهير ووزير الثقافة السابق، جيلبيرتو جيل.
كما كان للحيوانات الأليفة نصيبها من هذه التظاهرة، حيث تم أمس بشاطئ كوباكابانا الشهير تنظيم فقرة شارك فيها عشرات الكلاب، التي ألبست أقنعة صممت لتظهرها بمظهر “الابطال”، وتمكنها من المشاركة في العروض إلى جانب مالكيها.
وفي برازيليا، شارك نحو 52 ألف شخص في احتفالات أول أمس، وهو رقم هام وإن كان يظل دون الانتظارات بسبب الأمطار الغزيرة وتحذير المعهد الوطني للأرصاد من سوء أحوال الطقس.
وكالعادة، لم تغب الرسائل السياسية عن مختلف الفقرات التي نشطتها مجموعات “البلوكوس” التي أطلقت مواقف مناهضة لإجراءات التقشف التي اعتمدتها الحكومة ومشاريع إصلاح التقاعد غير الشعبية التي من المقرر تدارسها بمجلس النواب خلال فبراير الجاري.
و يشكل الكرنفال، الذي يعد بمثابة مؤسسة ثقافية قائمة الذات، موردا ماليا هاما بالنسبة للبلاد، كما تبرز ذلك تقديرات الكونفدرالية الوطنية للتجارة والخدمات والسياحة التي تراهن على تحقيق عائدات ب 25ر6 مليار ريال (9ر1 مليار دولار).
ووفقا لدراسة أنجزتها الكونفدرالية، فإن قطاع التغذية والمطاعم قد يحقق خلال هذه الفترة عائدات ب 6ر3 مليار ريال (1ر1 مليار دولار)، يليه قطاع النقل الطرقي ب 03ر1 مليار ريال (318 مليون دولار) إلى جانب خدمات الايواء التي قد تستقطب مداخيل ب 6ر705 ملايين ريال.
وأشارت الكونفدرالية إلى أن مختلف هذه القطاعات تمثل أزيد من 85 في المائة من العائدات التي سيتم استقطابها خلال فترة الكرنفال.
ومن المتوقع أن تستحوذ ولايتيْ ريو دي جانيرو وساو باولو على 62 في المائة من العائدات السياحية خلال الكرنفال على التوالي ب 9ر1 و7ر1 مليار ريال.
وجرت العادة أن يتم تخليد الفقرات الممهدة للكرنفال، أكبر تظاهرة ثقافية بالبرازيل مقررة في الفترة ما بين 9 و 13 فبراير الجاري، خلال عطل نهاية الأسبوع التي تسبق الكرنفال ذاته.