أكد السيد أحمد سراج، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن مشاركة المجلس في الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المقررة في الفترة من 9 إلى 18 فبراير بالدار البيضاء، تشكل مناسبة لتسليط الضوء على أعمال الكتاب والباحثين والفنانين والمثقفين المغاربة المقيمين بالخارج.
وأبرز السيد سراج، خلال ندوة صحفية خصصت لتسليط الضوء على مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه من خلال هذه المشاركة، المنظمة تحت شعار “مغاربة العالم في المجتمعات المتعددة، فرص وتحديات”، فإن المجلس سيولي اهتماما خاصا بالمبدعين الشباب من مغاربة العالم، الذين يحذوهم الأمل في المستقبل، وذلك بهدف فهم أفضل للصعوبات التي يواجهونها في بلدان الإقامة، وكذا من أجل تحسيسهم بشأن الإشكالات المرتبطة بالهجرة وبتعريفهم بتاريخ المغرب.
وأبرز السيد سراج أن مغاربة العالم يمثلون ثروة ثقافية وقيمة مضافة حقيقية سواء بالنسبة لمجتمعات الاستقبال أو بالنسبة للمغرب، بالنظر إلى المكانة التي يحتلونها داخل مجتمعات تعددية في سياق عالمي يتسم بصعود تيارات متطرفة والانغلاق على الذات والخوف من الإسلام، مشيرا إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج سيولي أهمية للتحديات التي يتعين على المغاربة المقيمين بالخارج مواجهتها، خاصة العيش المشترك في فضاءات متعددة ثقافيا وجغرافيا واجتماعيا، ولكن أيضا الفرص التي تتاح لهم ليكونوا عاملا لإغناء التنوع بفضل ديناميتهم وإبداعهم.
وفي هذا السياق، ستكون هذه الدورة مناسبة فريدة من نوعها لإبراز لزوار المعرض غنى الإنتاج العلمي للمجلس، من خلال عرض إصدارات المجلس التي عالجت مجمل قضايا الهجرة المغربية وكذا الوقوف عند آخر إصدارات الأدباء والشعراء والكتاب من مغاربة العالم.
ويتضمن برنامج المشاركة نقاشات وموائد مستديرة، حيث سيتم استقبال مفكرين وكتاب من مختلف المشارب، لتدارس أبرز مستجدات الهجرة وتحديات العيش المشترك في فضاءات متعددة ثقافيا وجغرافيا واجتماعيا، فضلا عن تقديم منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤلفات مغاربة العالم.
ويشمل برنامج هذه الدورة، التي يحضرها حوالي مائة من المؤلفين والفنانين والباحثين والفاعلين السياسيين والمدنيين من نحو عشرين بلدا من إفريقيا وأوربا والعالم العربي والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والمغرب، أيضا، تقديم معرضين، أحدهما حول تاريخ مغاربة العالم والآخر حول حضور المغاربة في هولندا؛ كلاهما يدعو الزائر إلى سفر عبر الزمن، من خلال مسارات استثنائية لمغاربة تمكنوا من نسج روابط إنسانية بين الشعوب والأمم.
وستعرف هذه الدورة تنظيم حفل تكريم على شرف شباب مغاربة العالم المجددين والمبدعين، تقديرا لدورهم في بناء هوية متعددة، غنية ومتنوعة، وكذا تكريم الفاعلين في دوائر القراءة الذين ساهموا في ورشات “المغاربة: مهاجرون ومسافرون”، فضلا عن أمسية شعرية ستجري أطوارها خارج أسوار المعرض الدولي للكتاب والنشر، برفقة مواهب من مغاربة العالم وضيوف آخرين.