اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم ..فرصة للإحتفاء باسهامات المرأة المغربية

يشكل اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الذي يصادف يوم 11 من فبراير من كل سنة، فرصة لإبراز اسهامات المرأة المغربية في مختلف مجالات العلم، واستحضار مساهمتها في تعزيز مكانتها ودورها الفاعل في هذا الميدان.
وبالفعل ، فقد بصمت المرأة المغربية على مر السنين على حضور وازن في مختلف مجالات العلوم ،حيث فرضت وجودها بشكل قوي في مجالات علمية كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال وتقلدت مناصب مرموقة محليا ودوليا، ما ساهم في إثراء الرصيد العلمي المغربي وتحقيق التنمية المستدامة باعتبار المساواة بين الجنسين في الحصول على فرص إبراز الكفاءة في هذا المجال عاملا رئيسا لتحقيق ذلك.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل دور المرأة المغربية في مجال العلوم في ظل المكانة التي تتبؤها في هذا المجال محليا ودوليا، إلا أنه لا يمكن كذلك إنكار عدم تمكنها من الفرص الكفيلة بتحقيق المساواة.
فريدة الفاسي ،أستاذة بكلية العلوم التابعة لجامعة محمد الخامس ، واحدة من النماذج المتعددة للمرأة المغربية الباحثة الناجحة، تمكنت من حجز مكانة بارزة في تصنيف النساء الباحثات عبر العالم، ومن تسجيل اسمها في مجال الفيزياء على الصعيد العالمي ،حيث مكنها قضاؤها لفترة طويلة في نهل العلوم بكل من أوربا و آسيا من جعل اسمها من أهم الباحثين المغاربة في هذا المجال.
في تصريح لوكالة المغرب العربي،عبرت الأستاذة فريدة الفاسي عن فخرها بما وصلت إليه المرأة المغربية في مجال العلوم، مشيرة إلى أن المرأة المغربية لها طاقات مهمة وأن رصيدها العلمي يتمتع بجودة عالمية، ولا يقل عن نظيراتهن الأوربيات.
وأكدت فريدة الفاسي أن “رصيدها العلمي يشكل مسؤولية على كاهلها إذ يستوجب نقله إلى الأجيال القادمة “،معتبرة أن البحث العلمي هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية.
كما دعت الباحثة إلى توفير الظروف الملائمة لتحقيق انطلاقة حقيقة للمرأة في مجالات العلوم بتهييئ الأرضية و توفير الدعم اللازم.
من جهتها عبرت الأستاذة رشيدة حسيكو ،نائبة رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط والمكلفة بالبحث العلمي والتعاون والإبداع عن فخرها بكفاءات المرأة المغربية في مختلف مجال العلوم،منوهة بمكانتها على المستويين المحلي و الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت تاريخ 11 فبراير للاحتفاء باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم لتعزيز وصول ومشاركة الفتيات والنساء بصورة كاملة ومتساوية في ميدان العلوم، في مسعى للتذكير بالدور الأساسي للنساء والفتيات في أوساط العلوم والتكنولوجيا، وبضرورة تعزيز مشاركتهن فيها. وتشرف اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة على الاحتفال بهذا اليوم ، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والشركاء من المجتمع المدني والمعنيين بتعزيز وصول النساء والفتيات لميدان العلوم ومشاركتهن به.
وبهذه المناسبة وجه الأمين العام للأمم المتحدة،أنطونيو غوتيريز رسالة دعا من خلالها إلى تظافر الجهود الملموسة من أجل التغلب على القوالب النمطية ومظاهر التحيز.
وقال إن نقطة الانطلاق في ذلك هي العمل على إزالة صور العلماء والمخترعين الذكور نهائيا من مواقع التواصل الاجتماعي والكتب المدرسية ومواد الدعاية.
وأكد أنطونيو غوتيريش قائلا ” نحن بحاجة إلى تشجيع ودعم الفتيات والنساء على تحقيق قدراتهن كباحثات عالميات ومخترعات.”
كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، على أن “المرأة والفتاة تحتاجان إلى ذلك والعالم يحتاج إلى ذلك، إن كنا نريد أن ننجز طموحاتنا صوب تحقيق التنمية المستدامة في كوكب سليم”، مسجلا انه “على مر التاريخ، استطاعت النساء العالمات أمثال هيلدغارد مين بنغين، ووانغاري ماثاي أن يشيدن العالم، ومن ثم فقد آن الأوان لدعمهن والاستثمار فيهن”.
وبحسب إحصائيات اليونيسكو تشكل النساء أقل من 30 في المائة من مجموع الباحثين في مجالات العلوم المختلفة بالعالم.
وتتطلب الجهود الرامية للتصدي إلى مجموعة من أكبر التحديات التي تواجه جدول أعمال التنمية المستدامة، مثل النهوض بالصحة لمكافحة تغير المناخ، تسخير كافة المواهب، ما يعني إشراك عدد أكبر من النساء في هذه المجالات، لأن التنوع في ميدان البحث يساهم في توسيع نطاق الباحثين الموهوبين واستقطاب أفق جديدة بالإضافة إلى تعزيز التميز والإبداع.

عن جريدة: فاس نيوز ميديا