قال الكاتب والباحث الإسرائيلي، رونان بيرغمان، وهو أحد أبرز صحفيي التحقيقات في إسرائيل، إن المنطقة كانت على حافة انفجار حرب شاملة ليلة سقوط الطائرة الإسرائيلية بصواريخ من الجانب السوري بعدما وجّه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أوامره لتوجيه ضربات بالغة القسوة على عموم سوريا، قبل أن يتلقى اتصالات من موسكو.
وقال بيرغمان، في مقابلة مع CNN تناولت التأثيرات المتوقعة للاتهامات الموجهة لنتنياهو على الوضع الأمني لإسرائيل والمنطقة في ظل ما يحصل في سوريا: “سيكون هناك من يقول أن نتنياهو سيكون مسرورا بوجود توتر في الشمال لإزاحة النظر عن مشاكله القانونية، ولكن ما حصل خلال الأيام الماضية هو أن الشرق الأوسط كان على حافة تفجّر حرب جديدة.”
وتابع الكاتب الإسرائيلي موضحا: “بعد اعتراض الطائرة الإيرانية بدون طيار لاحقت طائرات إسرائيلية قافلة إيرانية داخل الأراضي السوري، وآنذاك جرى إسقاط إحدى الطائرات، وردت إسرائيل بضربات واسعة ضد مراكز الدفاع الجوي السورية وكان هناك خطة لتنفيذ حملة من الضربات على كل سوريا بدرجة من القوة القاسية كي تفهم سوريا أن عليها ألا تتدخل في الصراع ما بين إيران وإسرائيل.”
ولفت بيرغمان إلى أن كل العملية توقفت بعدما اتصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنتنياهو وهو غاضب بسبب سقوط بعض القذائف الإسرائيلية قرب مراكز لقوات روسية، ما دفع نتنياهو إلى توجيه الأوامر للجيش من أجل وقف الهجوم وإلغاء خطة توجيه الضربات القاسية لسوريا، معتبرا أن ذلك “يُظهر من هو السيد الحقيقي في الشرق الأوسط، وهو روسيا وليس أمريكا” وفق تعبيره.
وعكس بيرغمان مدى خيبة الأمل لدى الجانب الإسرائيلي بسبب غياب الدور الأمريكي قائلا: “إسرائيل تمنت على واشنطن مرارا ممارسة الضغط على روسيا كي لا تسمح بنشاط إيراني على حدودها ولكن هذه الجهود الإسرائيلية ذهبت هباء.”
وختم بالقول: “وأحد المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن كثيرا مؤخرا قال لي إننا لا نفهم ما الذي يحاول الأمريكيون فعله بسياستهم الشرق أوسطية فهم انسحبوا من الشرق الأوسط وليس لديهم التزام حقيقي بأمن إسرائيل سوى على مستوى الخطاب والكلمات. لقد نسقت إسرائل مع روسيا تكتيكيا لضمان عدم تعرض الطائرات والجنود الروس للاستهداف خلال الضربات الإسرائيلية ولكن نتنياهو فشل في إقناع بوتين بأخذ القلق الاستراتيجي الإسرائيلي بالاعتبار.”