في إطار الأنشطة الثقافية لمجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، نظم المجلس اليوم الأربعاء مائدة مستديرة لتقديم كتاب “تدبير المغاربة للاختلاف: استلهام لأساليب التعايش وقبول الآخر” الصادر ضمن مجموعة المجلس 2018.
وتضمن المؤلف مقالات ركزت على جهود المغاربة من أجل التعايش رغم الاختلاف والتنوع، مع ما يقتضيه ذلك من تفتح على الآخرين وتعاون معهم، محاولة إظهار احتواء المغاربة منذ قرون لاختلافاتهم، وضبطها خصوصا عندما تتعرض البلاد لأزمات قوية وأخطار.
وأوضح عثمان المنصوري، أحد المساهمين في هذا الكتاب ورئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي ، أن هذا المؤلف يندرج في إطار الاهتمام بالمواضيع الجديدة على الطرح التاريخي، مؤكدا أن الدافع وراء اختيار الموضوع هو دافع راهني املته ظواهر الخلاف الناتج على الاختلاف.
وأضاف المنصوري بان إصدار هذا المؤلف سيسهم في إثبات أن الاختلاف لا يعني الخلاف وأن ظاهرة الاختلاف غير جديدة على المجتمع المغربي الذي استطاع منذ قرون تدبير الفروقات بين المغاربة من روافد متعددة أو حتى من انتماءات جغرافية مختلفة، وكذا تدبير الجوار.
واستند المنصوري ، في هذا اللقاء الذي سيره أحمد سراج، مكلف بمهمة مجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى مقال للباحث عبد الواحد أكمير حول كيفية تدبير مغاربة العالم للتعددية الثقافية وإشكالات الهوية والانتماء المزدوج المطروحة على الجيلين الثاني والثالث.
وقدم الوافي النوحي، وهو أحد المساهمين في إنجاز هذا المؤلف ، نظرة عامودية عن فكرة الكتاب التي لخصها في جمع مجمع الجهود التي قام بها المغاربة للتعايش رغم الاختلاف، وتشخيص ظاهرة الاختلاف اللغوي ثم الحلول المقترحة للتعايش مع هذا الاختلاف سواء من النواحي الدينية أو العرقية أو الثقافية.
وركز النوحي على بعد من أبعاد تدبير المغاربة للاختلاف وهو البعد اللغوي، وكيفية تعامل السكان الأصليين للمغرب مع هذا الاختلاف، والأدوات التي مكنت المغاربة من تدبير الاختلاف اللغوي خصوصا مع قدوم الإسلام واللغة العربية الحامل لهذا الدين الجديد، مستعرضا مضامين مقالين حول هذا البعد وردا في هذا المؤلف.