نظمت سفارة المغرب في مملكة النرويج وجمهورية أيسلندا، مساء أمس الخميس، حفلا فنيا شبابيا شاركت فيه فرق فنية نرويجية وأخرى مغربية من أجل السلام ونبذ العنف والتطرف.
وتميز الحفل، الذي نظمته السفارة بتعاون مع مؤسسة “كوسموبوليت” وجمعية “دينامو جينيراسيون”، بمشاركة فنانين نرويجيين منحدرين من المغرب لهم صيت في هذا البلد الاسكندنافي، وكذا فرقة “شايفين” التي قدمت لأوسلو لتعريف الجمهور بفن الراب المغربي.
واعتبر المنظمون أن هذا الموعد الفني يأتي للتأكيد على أن الشباب المغاربة في النرويج ينبذون العنف ويحاربون التطرف من خلال الفن ونشر الثقافة المنتجة، ويساهمون في الاندماج في بلد الإقامة.
وأبرزوا أن الحفل بداية لعمل تطوعي في المستقبل بين الفنانين الشباب في النرويج والمغرب والعديد من الأفراد والمنظمات التي تتقاسم معهم نفس الأهداف النبيلة، داعين إلى عدم الخلط بين الإسلام والممارسات العنيفة والمتطرفة.
وتم خلال بداية الحفل عرض شريط يوثق شهادات أجيال مختلفة من المهاجرين المقيمين في النرويج الذين يدعون إلى السلام والمحبة ومحاربة الممارسات العنيفة بكل أشكالها.
وألهبت الفرق المشاركة حماس الحضور من الشباب المغربي والنرويجي الذي حل بكثافة من أجل المساهمة في الدورة الأولى لحفل السلام المنظم تحت شعار “ليس باسمي”، في إشارة إلى أن التطرف لا يمكن أن ينتشر مادام السلام يسود العالم.
وتفاعل الشباب والحضور، من مختلف الأعمار، مع أداء مجموعة من الأغاني المشهورة لفرقة “شايفين” التي حلت لأول مرة بالنرويج.
واعتبر عبد الصمد لمريق، الذي أسس رفقة شعيب الرباطي مجموعة “شايفين”، أن هذا الحفل يوسع مجال الانفتاح على جمهور الفرقة الذي يتابع جديدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد لمريق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأغاني التي تؤديها الفرقة مستوحاة من “الشارع ومن ما نعيشه على أرض الواقع وتجارب الحياة”، مشيرا إلى أنها اختارت إنتاج أغاني ضمن “فن الراب المغربي بلغة موسيقية عالمية”.
وبعدما أكد أن جمهور فن الراب بدأ يتسع بشكل كبير، قال لمريق إن “الموسيقى التي ننتجها تحظى بالإقبال من لدن شباب المنطقة عبر مختلف وسائل التواصل المتاحة”.
وأوضح أن إشعاع الفرقة يأتي نتيجة العمل الجماعي الذي يتم القيام به مسبقا، مبرزا أن وسائل الإعلام وشبكة الانترنت سهلت عملية التواصل مع الجمهور في مختلف مناطق العالم.
وشدد لمريق على أن فرقة “شايفين”، التي تأسست سنة 2006، ساهمت في هذا الحفل من أجل التأكيد أن العنف لا دين له وأن المسلمين أيضا ضحايا.
وجمعت الأمسية بين الراب المغربي (مجموعة شايفين) والراب النرويجي من أداء نرويجيين من أصل مغربي، من بينهم آدم الزعري، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى شباب النرويج.
واعتبر الزعري، في تصريح مماثل، أن هذا الحفل يشكل بداية لتعاون مستقبلي مع الفنانين المغاربة الذين يتقاسمون معه نفس الاهتمامات والأهداف الثقافية.
وأكد الزعري، الذي يشارك في سلسلة “سكام” النرويجية التي تعرض في التلفزيون الرسمي، أنه يهتم بالقضايا التي تشغل بال الجيل الجديد، مشيرا إلى أن الحفل يندرج في إطار التواصل مع الشباب من خلفيات مختلفة.
وأبرز الزعري (من أب مغربي وأم نرويجية) أنه ينتج أغاني تتطرق إلى الانشغالات المتنوعة لشباب المنطقة، معبرا عن طموحه بأن يتسع المجال لإسماع صوت المغاربة على المستوى الفني.
وقد أدى الزعري (19 عاما)، الذي أنتج بعض الأعمال الفنية باستعمال إيقاعات افريقية، أغنية عن مدينة الدار البيضاء لقيت تجاوبا كبيرا من قبل النرويجيين والمغاربة.
ويقوم آدم الزعري حاليا بتصوير “كبسولات” تلفزية من 12 حلقة لفائدة قناة “إن أر كو” النرويجية، وذلك ضمن نشاطاته الفنية المتنوعة بين التمثيل والغناء.
وتم خلال هذا الحفل، بحضور سفيرة المغرب في مملكة النرويج وجمهورية أيسلندا، السيدة لمياء الراضي،، تكريم ثلة من المغاربة المقيمين في النرويج، من أجيال مختلفة، والذين ساهموا في تقديم أعمال جليلة للجالية المغربية وللمجتمع النرويجي.
ويتعلق الأمر بكل من عبد السلام التمسماني، وهو من أوائل المغاربة المقيمين في هذا البلد الاسكندنافي، ومحمد عبد اللاوي لاعب المنتخب النرويجي لكرة القدم، والمحامية فضلة الدهري، والفاعلية الجمعوية سارة جابر.