يحتفي المهرجان الوطني متعدد الثقافات لكانبيرا، في دورته الثانية والعشرين المنظمة يومي 17 و 18 فبراير الجاري، بالمغرب من خلال تسليط الضوء على تاريخه وثقافته وتراثه بكل ثرائه وتنوعه. وقد استقطب الرواق المغربي الذي تمت تهيئته بقلب كانبيرا، الآلاف من زوار هذا المهرجان، الذين عبروا عن إعجابهم بالطابع المتفرد للمغرب، باعتباره بلدا يتسم بالتعدد ويجذب دوما اهتمام العديد من السياح الأستراليين.
ويحتضن الرواق معرضا لمنتجات الصناعة التقليدية المغربية، يجمع بين الأعمال الفنية التي تظهر خبرة الحرفيين المغاربة وتنوع وغنى التراث الثقافي الوطني.
ويضم الرواق المغربي مجموعة من اللوحات الفنية التي تعطي لمحة عن تاريخ المملكة وثقافتها، وهو ما أثار إعجاب الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بتراث المغرب وكذا بجمال حرفه اليدوية. كما جذب الرواق المغربي، الذي أقامته سفارة المغرب في أستراليا، العديد من السفراء المعتمدين بكانبيرا والبرلمانيين وأعضاء الحكومة، من بينهم السيدة غاي برودمان، نائبة الوزير (في حكومة الظل) المكلفة بالدفاع والأمن الالكتروني، والسيد ستيف جورغانا، عضو بالبرلمان.
وقالت راشيل ستيفن سميث، وزيرة شؤون التعدد الثقافي في الحكومة المحلية لكانبيرا (حزب العمال) “إن هذا المكان الرائع يمكن الزوار من السفر في تاريخ وتراث المغرب المتنوع، فضلا عن التوفر على لمحة عن ثقافة وتقاليد البلاد”. وأبرزت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة المغرب في المهرجان تتيح الفرصة لاكتشاف الثقافة المغربية ولتسليط الضوء على التطور المستمر للعلاقات بين المغرب وأستراليا، مضيفة أن هذا الحدث “يظهر ما يمكننا أن نتشاطره معا ونتعلمه من بعضنا البعض “. من جانبه، أكد سفير المغرب في أستراليا، السيد كريم مدرك، أنه “على غرار الدورات السابقة، يشارك المغرب بشكل جد فعال في مهرجان كانبيرا متعدد الثقافات، والذي يعد من أقوى المواعيد الثقافية بأستراليا، وخاصة بالعاصمة الاتحادية”. وقال “سجلنا، هذه السنة، إقبالا خاصا واهتماما متزايدا من طرف الزوار الأستراليين برواق المملكة في هذا المهرجان، الذي زاره الآلاف منهم”، مشيرا إلى أن السفارة “عملت على إبراز النموذج المغربي بشكل عام، والتقدم السياسي والاقتصادي الذي عرفته المملكة خلال العقدين الماضيين”.
وتابع الدبلوماسي، الذي ترأس حفل افتتاح الرواق الإفريقي، الذي يعد المغرب ضيف شرفه، أن مكانة المغرب بإفريقيا برزت أيضا خلال هذا المهرجان عبر إبراز تضامن المملكة الفاعل مع البلدان الإفريقية. وبدوره، قال تشارلز كوكر، منسق الجمعيات الإفريقية، في كلمة بمناسبة افتتاح الرواق الإفريقي، “إن المملكة المغربية، وهي بلد له مكانة خاصة بالنسبة لنا كأفارقة، لا تدخر جهدا للمساهمة بفعالية في تنمية القارة”. وأبرز أن المغرب يعد حاليا أول مستثمر بغرب إفريقيا وثاني مستثمر على مستوى القارة، مشيرا إلى أن المملكة وضعت، من خلال المبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، أسس تعاون مثمر بين بلدان الجنوب في العديد من المجالات.
وأضاف أن هذا البلد الرائع كان دائما نموذجا لدول أخرى في المنطقة بسبب استقراره وانفتاحه وتفاعله مع العديد من الثقافات.
يشار إلى أن المهرجان الوطني متعدد الثقافات لكانبيرا، الذي تنظمه حكومة العاصمة الأسترالية، يعد حدثا هاما ضمن الأجندة الثقافية لأستراليا. وهو تظاهرة تشكل نافذة حقيقية على ثقافات العالم تجتذب الآلاف من الزوار كل سنة.