قال المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، اليوم الأ بعاء بالعيون، إن معركة الدشيرة هي أحد أنصع صفحات تاريخ الكفاح الوطني التي لقنت الاستعمار درسا في المقاومة والكفاح المسلح . وأوضح السيد الكثيري خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بمناسبة تخليد الذكرى 60 لمعركة الدشيرة و ال42 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الاقاليم الجنوبية للمملكة، ان المستعمر تكبد خلال هذه المعركة خسائر فادحة في الارواح والعتاد، وتكللت بانتصار جيش التحرير، مبرزا ان ربوع الصحراء المغربية تبقى شاهدة على ضراوتها .
وبعد أن ذكر بأن معركة الدشيرة كانت أول رد فعلي بالضفة الشمالية الشرقية لوادي الساقية الحمراء بعد أيام قليلة من استقبال جلالة المغفور له محمد الخامس لوفد من القبائل الصحراوية المغربية بمحاميد الغزلان سنة 1958 ودعوة المغفور له لهم في خطابه التاريخي الى ضرورة التحرك لتحرير الصحراء المغربية، مقدما كل الدعم للمجاهدين والوطنيين بهذه الربوع ، أشار الى أن المعركة شارك فيها الى جانب ابناء القبائل الصحراوية مجاهدون من شمال المملكة من الدار البيضاء وفاس والخميسات والأطلس المتوسط والريف والصحراء الشرقية وغيرها بقيادة المجاهد صالح بن عسو.
وقال “إن ابناء الاقاليم الجنوبية قدموا جسيم التضحيات في مناهضة الوجود الاستعماري الذي جثم بثقله على التراب الوطني وقسم البلاد الى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال والجنوب فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي”، موضحا أن ذلك “جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب خلالها تضحيات كبيرة في غمرة كفاح متواصل وطويل ومتعدد الاشكال لتحقيق الحرية والخلاص من الاستعمار”.
وابرز ان الشعب المغربي، وفي طليعته أبناء المناطق الجنوبية المسترجعة، واصل مسيرة النضال البطولي من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية ، مجسدين مواقفهم الراسخة وارتباطهم بمغربيتهم، إيمانا بالبيعة التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، رافضين لكل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية.
وقال المندوب إن هذه الملحمة النضالية تواصلت في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني بكل عزم وإيمان وإصرار، وتكللت باسترجاع مدينة سيدي افني سنة 1969، وبالمسيرة الخضراء المظفرة، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية ملك استطاع بأسلوب حضاري فريد يرتكز على قوة الإيمان بالحق، استرجاع الساقية والوادي الى حضن الوطن ، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976 ، ثم اقليم وادي الذهب إلى الوطن يوم 14 غشت 1979، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية .
وأضاف أن المغرب يواصل اليوم صيانة الوحدة الترابية للبلاد ومسيرته التنموية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وانخراط كافة فئات الشعب المغربي في مسلسل التنمية الشاملة والمستدامة وإعلاء صروح الديمقراطية وتثبيت مغربية الأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية .
وأكد السيد الكثيري أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 60 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى 42 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، تجدد موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة، وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بالأقاليم الجنوبية المسترجعة، ومواصلة الجهود والمساعي لتحقيق الأهداف المنشودة والمقاصد المرجوة في بناء وطن واحد موحد الأركان، قوي البنيان ينعم فيه أبناؤه بالحرية والعزة والكرامة.
وثمن عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة الوطنية، مبرزا أن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي ويعتبره المراقبون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية، والذي يسعى خصوم الوحدة الترابية للمغرب لتأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية.
وذكر، بالمناسبة، بمضامين الخطاب الملكي السامي ليوم 6 نونبر 2017 بمناسبة المسيرة الخضراء المظفرة، والذي اكد فيه جلالته ان لاحق لقضية الصحراء المغربية خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، مشيدا بالقرار الشجاع لجلالة الملك بالعودة الى الحضن الافريقي من جديد ، وانتخاب المغرب بمجلس الامن والسلم التابع للاتحاد الافريقي خلال القمة الافريقية 30 التي انعقدت باديس ابابا خلال الشهر المنصرم، والذي يعد دليل على الثقة التي تحظى بها المملكة المغربية لدى الدول الصديقة والشقيقة بالقارة الافريقية، وشاهدا على التقدير والاحترام الذي يكنه القادة الافارقة لجلالة الملك.
وعرف هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليم العيون يحظيه بوشعاب وعدد من المنتخبين والاعيان والمقاومين، بالخصوص، توشيح صفوة من اسرة المقاومة وجيش التحرير باوسمة ملكية شريفة، وتكريم ثلة من قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير.