تشهد مدينة لأكادير إلى غاية متم شهر مارس الجاري سلسلة من الأنشطة المتنوعة المنظمة من طرف الجماعية الحضرية للمدينة وعدد من الشركاء، بمناسبة تخليد الذكرى الثامنة والخمسين لإعادة إعمار مدينة الانبعاث، والتي انطلقت في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة في 29 فبراير من سنة 1960.
وقد أعطيت الإنطلاقة لهذه الأنشطة مساء أمس ، الخميس، بقصر بلدية أكادير التي احتضن بهوها معرضا للصور القديمة المكبرة التي التقطت خلال فترات مختلفة قبل الزلزال لمجموعة من البنايات الموزعة عبر أحياء مختلفة من مدينة أكادير ،خاصة منها حي “تالبرجت” . كما يتضمن هذا المعرض صورا أخرى لعدد من البنايات التي صمدت أمام قوة الزلزال ، وأصبحت اليوم عبارة عن موروث معماري لمدينة الانبعاث.
وإلى جانب معرض الصور الفوتوغرافية، يتضمن المعرض جناحا خصص ل”جمعية هواة جمع الطوابع البريدية لأكادير والجنوب”، والذي يضم مجموعة من الطوابع البريدية المخلدة لأحداث ومناظر ومواقع مختلفة تخص مدينة أكادير ، إضافة إلى بطاقات بريدية قديمة ، عبارة عن مراسلات ، تعكس ارتسامات زوار المدينة خلال فترات زمنية بعيدة ، خاصة منهم السياح الأجانب.
ويضم المعرض المنظم بمناسبة تخليد الذكرى 58 لإعادة إعمار مدينة الانبعاث فضلا عن ذلك جناحا خصصا بالقطع النقدية والمسكوكات القديمة جدا ،التي توجد في ملكية الأستاذ أحمد شرف الدين، والتي يعود البعض منها إلى عهد الإغريق واليونان، إلى جانب القطع النقدية التي تعود لفترة حكم المغرب خلال العصور الوسطى من طرف الأدارسة و المرابطين والموحدين والسعديين وصولا إلى فترة حكم الدولة العلوية الشريفة .
وموازاة مع هذا المعرض، شهدت قاعة العروض التابعة لقصر بلدية أكادير بث شريط وثائقي تضمن شهادات لنخبة من الفاعلين الجمعويين ، وبعض الأشخاص الذين عايشوا كارثة الزلزال المدمر الذي أتى على مدينة أكادير مخلفا خسارات مهولة في الأرواح والممتلكات.
كما تم بالمناسبة نفسها تقديم عرض حول نتائج المبادرة الخاصة بجرد للمواقع التي تشكل موروثا معماريا لمدينة أكادير ، مع إنجاز خريطة علمية لمجموع هذه المواقع، وتقديم توصيات بخصوص صيانتها وتثمينها وتوظيفها في حفظ الذاكرة الجماعية لأكادير، حيث أنجزت هذه العملية من طرف فريق علمي يضم باحثين متخصصين تابعين لكل من المحافظة الجهوية للتراث الثقافي، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة، والجماعة الحضرية لأكادير.
وقد أسدل الستار على حفل أعطاء الانطلاقة للأنشطة المخلدة للذكرى 58 لإعادة إعمار مدينة الانبعاث، والذي حضره على الخصوص والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان ،السيد أحمد حجي، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس مجلس الجماعة الحضرية لأكادير ، بالترحم على أرواح ضحايا زلزال أكادير من المسلمين واليهود والمسيحيين، حيث تليت بالمناسبة أذكار وأدعية دينية من طرف الإمام محمد باسكاو، والحاخام اليهودي شتريت، والأب المسيحي جيلبير بونوفغيي.
للإشارة فإن الأنشطة المخلدة للذكرى 58 لإعمار مدينة الانبعاث تنظمها الجماعة الحضرية لأكادير بشراكة مع عدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في مقدمتها “ملتقى إزوران نوكادير” (جذور أكادير)،و”جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض”، و”جمعية أكادير ميموري”، و”جمعية السكان الأصليين لأكادير إغير”.