أكد النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، يونس مجاهد، اليوم الأربعاء بالرباط، أن قضية النهوض بالإعلام لا تعني حصريا الصحافيين والنقابات، بل أيضا مؤسسات الدولة والمجتمع، على اعتبار أن حماية الصحافة تمثل في العمق حماية للديمقراطية وحقوق الانسان.
وأوضح السيد مجاهد، خلال لقاء تنظمه النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتعاون مع الفدرالية الدولية للصحافيين، حول تعزيز التعاون والتضامن بين نقابات الصحافيين في شمال إفريقيا، أن غالبية بلدان المنطقة المغاربية تشهد تحولات سياسية وديمقراطية متواصلة، لافتا إلى أن الوضع الإعلامي بهذه البلدان أصبح يسائل الضمانات القانونية والتنظيمية والمؤسساتية الكفيلة بحماية الصحافيين.
وأكد، من جهة أخرى، أن طبيعة هياكل الإعلام العمومي وعدم مواكبتها للتطور الكبير الحاصل على مستوى الثورة الرقمية، ونوعية الترسانة القانونية المنظمة لها، تعد من العوامل التي تحول دون تقديمها لخدمة عمومية متقدمة، مشددا من جانب آخر، على ضرورة مواكبة الدولة ماديا للمقاولات الصحافية.
من جهته، اعتبر أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يعد لبنة هامة على درب تعزيز دور النقابات الصحفية ببلدان شمال إفريقيا في النهوض بالشأن الإعلامي، خصوصا على خلفية التطور الهائل المسجل على مستوى تقنيات الإعلام والتواصل.
وبعدما أبرز أن الحديث عن ديمقراطية قوية لا يمكن أن يستقيم في غياب إعلام حر وقوي، شدد السيد بيلانجي على أهمية التنسيق والعمل النقابي في دعم العمل الإعلامي وتحصين هياكله، معتبرا أن بزوغ إعلام قوي بالبلدان المغاربية التي شهدت تغيرات عميقة بعد أحداث الربيع العربي، يستوجب الاستثمار أكثر في دعم التعاون بين الصحافيين والهيئات والنقابات التي تمثلهم.
بدوره، قال عضو الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للصحفيين، جيم بوملحة، إن النموذج التمويلي للمؤسسات الإعلامية وتراجع مداخيلها من حيث المبيعات والاشهار أثر بشكل قوي على تنافسيتها لفائدة وسائط إعلامية جديدة ووسائل التواصل الاجتماعي، مبرزا أن النقابات مطالبة، على الصعيد العالمي، بالترافع لفائدة المنابر الإعلامية، من منطلق أنها “ملك عمومي” يشكل قيمة مضافة في بناء الصرح الديمقراطي، وليس فقط لأجل أهداف اقتصادية ومالية صرفة.
يشار إلى أن أشغال هذا اللقاء، المتواصل على مدى يومين، بمشاركة ممثلي النقابات الصحفية المغاربية، يتضمن تقديم عدة عروض، تهم على الخصوص “وضع الإعلام في المنطقة المغاربية – تقارير وطنية للنقابات المشاركة”، و”إعلان حرية الإعلام في العالم العربي واستعراض استراتيجية الاعلام العمومي” و”تحديات إدماج الصحافة الرقمية والمبدعين الشباب”، فضلا عن “تعزيز مكانة شمال إفريقيا ضمن التنظيم العالمي للاتحاد الدولي للصحفيين”، و”بناء هيكلة للتعاون الإقليمي”.