تحضر جهة سوس بشكل وازن في المعرض الدولي للسياحة في العاصمة الألمانية برلين، الذي افتتح أمس ،الأربعاء، حيث حرصت الجهة على إقامة رواق العرض على مساحة مائة متر مربع من أجل تقديم صورة وافية ومتكاملة عن المقومات والمؤهلات التي تتوفر عليها الجهة في هذا المعرض الذي يشكل واحدا من أهم الملتقيات العالمية للترويج السياحي.
وقال إبراهيم حافيدي ، رئيس مجلس جهة سوس، إن معرض برلين يعد واحدا من أهم الملتقيات العالمية للسياحة الشاطئية، مسجلا أنه من الطبيعي أن تحرص أكادير، وباقي أقاليم الجهة على الحضور بقوة في هذا المعرض، لاسيما وأن أكادير تشكل وجهة شاطئية مفضلة بالنسبة للسياح الألمان.
وأضاف حافيدي أن المجلس الجهوي كان دائم الحرص على الترويج السياحي للجهة ، ومن تم قرر بمعية المكتب الوطني المغربي للسياحة ، والفاعلين في الحقل السياحي لتكون أكادير وجهة سوس ممثلة في معرض برلين بواسطة رواق خاص بها.
ويضم رواق جهة سوس ماسة في المعرض تمثيليات للفنادق المصنفة ، ومتعهدي الرحلات السياحية، ووكالات الأسفار، إلى جانب الفاعلين المؤسساتيين مثل المجلس الجهوي للسياحة، وشبكة تنمية السياحة القروية، ووكالة التعاون المغربي الألماني، ، وتعاونيات المنتجات المجالية ، وشركة النقل الجوي “إير عربية” التي أنشأت مؤخرا قاعدة جوية لها في مطار المسيرة ـ أكادير الدولي .
وأكد حافيدي أن هذه المبادرة الترويجية سيتم تعزيزها مستقبلا بالتواجد في معرض لندن، وذلك في إطار شراكة مع المجلس الجهوي للسياحة لأكادير، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، مسجلا أن دعم المجلس الجهوي للقطاع السياحي الذي يشكل مكونا أساسيا ضمن النسيج الاقتصادي الجهوي، ينسجم تماما مع تعزيز خيار الجهوية المتقدمة.
ومن جهته، أكد محفوظ شفيق الفيلالي، الرئيس المنتدب للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير في تصريح مماثل أن قرار المشاركة في معرض برلين بواسطة رواق خاص تم اتخاذه خلال الدورة الأخيرة لهذا المعرض، مبرزا أن الهدف من وراء هذه المبادرة هو تعزيز تموقع الجهة في السوق الألمانية التي تحظى باهتمام من طرف جميع الوجهات السياحية عبر العالم .
وأضاف أن البلدان المستقطبة للسياح والتي تحتل مكان الصدارة على الصعيد العالمي، كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا وإسبانيا، تحرص دائما في مثل هذه المعارض العالمية على أن يكون لها رواق خاص بها يعكس تنوع وغني المؤهلات المتوفرة في كل جهة سياحية على حدة.
وتشكل عاصمة سوس الوجهة التقليدية الأولى المفضلة من طرف السياح الألمان، حيث بلغ عدد الوافدين من هذه السوق على أكادير خلال السنة الماضية 123 ألف و 416 سائحا مسجلين ارتفاعا بمعدل 27 في المائة . كما شهدت ليالي المبيت المحققة في هذه الوجهة بالنسبة للسياح الألمان ارتفاعا بمعدل 46ر39 في المائة، لتصل 920 ألف و 459 ليلة.
ومن جهته، اعتبر صلاح الدين بنحمان ، المدير العام لمجموعة “أطلس أوسبيتاليتي” للمنطقة الجنوبية أنه من الطبيعي بالنسبة لوجهة أكادير السياحية أن تحرص على الترويج لها بشكل قوي في السوق الألمانية، لاسيما من خلال معرض برلين، مشيرا إلى أن المجموعة التي يمثلها ترتبط باتفاقية مع عملاق التعهد بالرحلات السياحية الألماني “إف ، تي ،إي” الذي يحتل الرتبة الرابعة عالميا، حيث أمكن بواسطة التعامل مع هذه الشركة من تجاوز الأهداف التي تم رسمها في ظرف زمني لا يتجاوز سنتين اثنتين.
وسجل بنحمان أن أكادير توجد في الظرف الراهن على وشك انطلاق عملية استقبال السياح في محطة تغازوت ، شمال مدينة أكادير، والتي ستفتتح فيها وحدات فندقية جديدة ، مضيفا أن بعض شركات التعهد بالرحلات السياحية تعتبر شريكة في بعض الوحدات الفندقية بهذه المحطة المدعوة إلى الرفع من قيمة المنتوج السياحي لوجهة أكادير.
ويبدو أن المنافسة ستكون جد قوية في لفت انتباه الزوار والمهنيين في معرض برلين ، لاسيما وأن هذا الملتقى العالمي يضم أروقة لأزيد من 10 آلاف عارض ينتمون لحوالي 180 بلدا، ويصل عدد زوار المعرض الذي يشغل مساحة إجمالية تصل 150 ألف متر مربع، 180 ألف زائر، ضمنهم 100 ألف منتسب لمختلف المهن السياحية.
وحسب إيستير زوريس، من وكالة أسفار “ديكاميرون إكسبلورر ماروك” ، فإن السائح الألماني المولع بالبحر والشمس، أصبح أيضا يميل أكثر فأكثر للبحث عن المنتوج الثقافي وسياحة الاستكشافات، مبرزة أن أكادير وضواحيها تحظى بالعديد من المؤهلات التي من شأنها أن تستجيب لتطلعات السائح الألماني.
فعلاوة عن البحر والشمس الدافئة والمناخ المعتدل، فإن هذه الوجهة توفر منتوجا سياحيا متنوعا يشمل على الخصوص ممارسة رياضة الغولف ، ورياضة التزلج المائي ، فضلا عن توفر المنطقة على مواقع أثرية وطبيعية فريدة من نوعها ، علاوة عن توفر العديد من وحدات السياحة العلاجية المتوفرة على مواصفات عالمية.
ويمكن للحضور الوازن لأكادير ضمن المعرض الدولي للسياحة لبرلين أن يشكل فرصة لإعطاء دفعة نوعية للترويج لأكادير وجهة سوس عموما قصد استقطاب أعداد متزايدة من السياح، لاسيما في ظل ما شهده الربط الجوي لهذه الوجهة مؤخرا من إطلاق عدد إضافي من الرحلات الطيران من وإلى عدد من الأسواق الأوربية وذلك في |إطار إستراتيجية محبوكة ساهم فيها إلى جانب الوزارة الوصية على القطاع المهنيون والهيئات المنتخبة والسلطات المحلية.