زيارة الرئيس الفرنسي إلى الهند..خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية ودعم الشراكة الاستراتيجية

 تعد الزيارة الرسمية التي يبدؤها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إلى الهند، خطوة مهمة من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية ودعم أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

   وتشكل زيارة ماكرون إلى الهند فرصة مواتية لمواصلة دينامية التعاون بين القوتين الاقتصاديتين، واستكشاف أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتنسيق توجهاتهما من أجل تعزيز أسس الأمن والاستقرار والتصدي لخطر الإرهاب .

   وتهدف هذه الزيارة أيضا، الأولى من نوعها للرئيس إيمانويل ماكرون للهند، إلى دعم سبل التعاون الثنائي في عدد من أبرز القطاعات، لاسيما تلك المتعلقة بتغير المناخ ،والطاقات النظيفة والمتجددة، والمدن الذكية ،ووسائل النقل الإيكولوجي، وتدبير النفايات.

   وسيجري الرئيس الفرنسي، خلال هذه الزيارة التي تستمر أربعة أيام، مباحثات مع الوزير الأول ناريندرا مودي وعدد من أبرز الشخصيات الهندية، بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك .

 وسيحضر الرئيس ماكرون، إلى جانب ناريندرا مودي، جلسة عمل على مستوى وفدي البلدين، سيتم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات في عدد من القطاعات، كما سيفتتح أكبر محطة للطاقة الشمسية في”أوتار براديش” أشرفت على إنشائها مقاولة فرنسية، على أن يلتقي بعدها بـ 200 شاب هندي من مختلف ولايات البلاد الشاسعة .

  وأبرمت الهند وفرنسا، أواخر سنة 2016 ، اتفاقا يتم بمقتضاه استثمار ملياري دولار في قطاع الطاقات المتجددة بالهند خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال شركة (سيتاك ويند ماناجمنت) المشتركة التي شرعت في إقامة محطة بطاقة إنتاج تبلغ 2 جيغاوات لاستغلال الرياح في توليد الطاقة الكهربائية وتوفيرها لنحو 300 مليون هندي .

   وكان البلدان وقعا، في شتنبر 2016 بنيودلهي، صفقة مهمة اقتنت بموجبها الهند 36 طائرة مقاتلة من طراز “رافال”، التي تنتجها شركة (داسو) الفرنسية، باعتمادات مالية بلغت 8.7 مليار دولار، وهي الصفقة الأولى من نوعها التي تبرمها الهند منذ أزيد من عقدين بعد تعثر دام نحو 18 شهرا بسبب خلافات بين الجانبين بشأن السعر وبنود أخرى مرتبطة بالتصنيع والصيانة .

   كما اتفق البلدان، من خلال مجموعة (ريليانس) الهندية وشركة (داسو) الفرنسية لصناعة الطائرات، على تأسيس شركة مشتركة تحت اسم “داسو-ريليانس” للطيران، من أجل تنفيذ بنود صفقة اقتناء مقاتلات “رافال”، فضلا عن قيام فرنسا بإعادة استثمار نصف قيمة المبالغ التي ستحصل عليها من الصفقة في تطوير الصناعات الهندية .

  ويبرز التعاون بين البلدين كذلك في قرار مجموعة (بوجو – سيتروين) الفرنسية، العام المنصرم، استثمار حوالي 100 مليون يورو لإقامة وحدة لصناعة السيارات بطاقة إنتاج تبلغ 100 ألف وحدة سنويا في مدينة تشيناي، أهم قطب اقتصادي ومالي بولاية تاميل نادو، الواقعة في أقصى جنوب الهند.

  وفي القطاع السككي، اتفقت الهند وفرنسا، في سنة 2015، على إجراء دراسة تقنية وتنفيذية للرفع من سرعة قطارات الركاب على خط السكك الحديدية الرابط بين العاصمة الوطنية نيودلهي ومدينة شانديغار (244 كيلومتر) لتصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، من خلال الإستعانة بالخبرة الفرنسية المشهود لها في هذا المجال .

   وينسج البلدان علاقات متميزة في مجالات الدفاع والفضاء والطاقة النووية السلمية ودعم الخدمات اللوجستية العسكرية، علما بأن فرنسا كانت شريكا رئيسيا للهند منذ انطلاق العمل في برنامجها الفضائي.

   ووفقا للمعطيات الرسمية، فإن مسار الشراكة الثنائية بين الهند وفرنسا حقق نتائج مشجعة في قطاعات الاقتصاد والبنيات التحتية، بحيث بلغ حجم التجارة الثنائية ما مجموعه 10.95 مليار دولار، مع وجود بوادر قوية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات أكبر .

    وتجدر الاشارة الى انه توجد بالهند حوالي ألف مقاولة فرنسية تشغل نحو 300 ألف شخص، بحجم مبيعات يناهز 20 مليار دولار سنويا.

  وترتبط نيودلهي بعلاقة شراكة استراتيجية قوية مع باريس منذ سنة 1998، إذ تعد الهند البلد الوحيد الذي يحظى بهذا المستوى من العلاقات مع فرنسا داخل القارة الآسيوية.

عن جريدة: فاس نيوز ميديا