فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر
كلمة السيد محمد الأعرج
وزير الثقافة والاتصال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس للغة العربية
9 مارس 2018.
حضرات السيدات والسادة؛
أود في البداية أن أتقدم بعميق الشكر لرئيس وعضوات وأعضاء الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية على الدعوة الفاضلة، وعلى الجهود التي تبدل من أجل تنمية هذه اللغة المتجذرة في عمق الهوية الوطنية إلى جانب اللغة الأمازيغية والحسانية واللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب، والتي نص الدستور على ضرورة صيانتها وحمايتها باعتبارها تجليات متنوعة للهوية الثقافية المغربية الموحدة.
إن هذه المهام التي وضعها دستور المملكة على عاتق الدولة تأخذ طريقها نحو التشريف من خلال مواصلة المؤسسات الدستورية لاختصاصاتها في إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة باللغات والثقافة المغربية إلى حيز الوجود.من أهمه مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية ويعد اشتغال الهيئات المدنية على الموضوع، مثل هذا المؤتمر الذي يخصص للغة العربية، تجسيدا للانخراط الوطني في هذا المسار المرتكز على تكريم المواطن المغربي في هويته اللغوية والثقافية.
إن التكريم والمواطنة يأتيان في مقدمة المرتكزات الضرورية للتنمية، ولذلك يكتسي موضوع هذا المؤتمر “الخيارات اللغوية وتطوير النموذج التنموي” أهمية بالغة في إبراز الارتباط الوثيق بين الثقافة والتنمية وضرورة ارتكاز الثانية على الأولى لإحاطة المشروع التنموي الشامل بشروط الاستدامة والفعالية. هذا المشروع التنموي الشامل يقتضي أيضا أن يظل المغرب وفيا لعراقته في الانفتاح على العالم من خلال تعلم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم، والانخراط والتفاعل مع مجتمع المعرفة، كشرط من الشروط الضرورية للحياة والتنمية داخل مجتمع دولي متشابك لا مجال فيه للوجود المنعزل.
حضرات السيدات والسادة
إن النهوض باللغة العربية يتطلب أيضا اشتغالا أكاديميا مكثفا عليها، وهو ما سيساعد بدون شك في تهيئة اللغات لجعلها أكثر قدرة على أداء وظائفها من جهة، وفي توفير عناصر الاشتغال الواعي على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية من جهة أخرى. ولاشك أن المشاركين في محاور هذا المؤتمر الوطني، سيقاربون الموضوع بشكل أكثر تخصصا وإحاطة.
أجدد لكم الشكر راجيا لمؤتمركم الوطني الخامس كامل التوفيق.
عن جريدة : فاس نيوز ميديا
