قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط، إن الرأسمال البشري يشكل اليوم رهانا رئيسيا لتعزيز القدرة التنافسية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أمزازي، في كلمة خلال افتتاح الدورة ال15 لمنتدى المقاولات الهندسية تحت شعار “الرأسمال البشري: استثمار استراتيجي من أجل قارة إفريقية مبتكرة” أن إفريقيا مطالبة في مواجهة التحديات الراهنة بتنمية مواردها البشرية خاصة وأن 70 في المائة من ساكنتها شباب دون سن 25 سنة مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بتحد إفريقي محض بل بتحد عالمي أيضا من منطلق أن الأفارقة سيمثلون ربع سكان العالم بحلول سنة 2050.
وأشار إلى أن المغرب الذي تبنى في السنوات الأخيرة سياسة استباقية للانفتاح والتنافسية أخضع قطاع التعليم العالي، الذي يعتبر مصدرا أساسيا لإثراء الرأسمال البشري، لإصلاح كبير مكن من وضع أسس لنظام جامعي جديد وفقا لتوجهات الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 التي وضعها المجلس الأعلى للتعليم للتكوين والبحث العلمي.
كما أكد أن الوزارة ضاعفت خلال السنوات الأخيرة مجهوداتها حتى تتستوفي المعايير الدولية في ما يتعلق بالاندماج واستخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، والتدريب والبحث العلمي، وكذا في ما يتعلق بالتحديات المرتبطة بجودة التعليم و الاندماج المهني للخريجين الشباب.
من جهته ذكر عثمان الفردوس، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار، بدراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط حول آفاق التنمية لسنة 2030 بالمغرب، والتي تفيد بأنه من المتوقع أن يبلغ مجموع الأشخاص الذين يصلون إلى سوق الشغل بحلول سنة 2030 نحو 350 ألف شخص مقابل 550 ألف شخص سنة 2005.
وأضاف الفردوس، أن في مجال تكوين المهندسين يتعين الاقتداء بالخطوات التي قام بها المغرب منذ عشر سنوات والانخراط في أجندة الاتحاد الأفريقي لسنة 2063، وذلك من أجل تمكين الشباب الأفارقة وتدريبهم بشكل أفضل حتى يصبحوا مستقلين ذاتيا وقادرين على الاندماج بشكل أفضل في الاقتصاد العالمي، مبرزا أن الأمر في مجمله يتعلق بالعمل ضمن أجندة 2063 على تشجيع روح المبادرة وتعزيز استغلال القدرات خاصة لدى النخب والأطر. وأوضح في هذا الصدد أن وكالة التنمية الرقمية وافقت خلال شهر دجنبر 2017، على إنشاء 14 مشروعا أهمها ” الجيل الرقمي” مشيرا إلى أن أهمية هذا المشروع تكمن في استثمار مئات ملايين الدراهم في التكوين في ما يخص مجالات التجارة الرقمية، وتداول المعلومات ، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبيانات.
من جانبه شارك الكاتب العام للمندوبية السامية للتخطيط، السيد عبد الحق علالات، بعض نتائج البحث التكميلي المنجز في إطار الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014 حول مساهمة التجربة المهنية في الرأسمال البشري، والتي تفيد بأن نسبة السكان البالغة أعمارهم 25 سنة فما فوق والذين يتوفرون على مستوى تعليمي إعدادي أو ثانوي أو جامعي تصل إلى نسبة 29,9 في المائة سنة 2013، مضيفا أنه على الرغم مما عرفته هذه النسبة من زيادة بين 1999و2013، فإنها لا تزال أقل من متوسط البلدان ذات مستوى متوسط في التنمية البشرية (47,5 في المائة) وأقل بكثير من المتوسط العالمي (63,6 في المائة).
وأضاف أنه حسب هذه الدراسة، فقد ارتفع العدد المتوسط لسنوات الدراسة لدى النشيط المشتغل بأكثر من النصف (59,3 في المائة) خلال العقدين الماضيين، منتقلا من 3,2 في 1991 إلى 5,1 في 2013، موضحا أنه بالنسبة للسكان الذين تبلغ أعمارهم 25 فأكثر، يصل متوسط عدد سنوات الدراسة إلى 4,3 سنوات، في حين يصل هذا المعدل إلى 7,7 سنوات على الصعيد العالمي و إلى 4,1 سنوات في البلدان ذات تنمية بشرية ضعيفة وإلى 5,5 سنوات بالبلدان ذات تنمية بشرية متوسطة. ويقام المنتدى على شكل معرض يقدم فرص التدريب ومعلومات متعلقة بفرص الشغل للطلبة المهندسين . كما سيشهد المنتدى تنظيم محاضرات ونـدوات يؤطرها فـاعلون اقتصاديون وأساتذة متخصصون في مختلف المجـالات التي أصبحت تعتمد على الذكاء الصناعي.