اختتمت، مساء أمس السبت، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي تم تنظيمه بين 24 و31 مارس الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميز حفل الاختتام، الذي نظمته مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بشراكة مع المعهد الفرنسي ومؤسسة “بولوري لوجستيك” والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان، بتكريم الفنانة المصرية منة شلبي إلى جانب الممثلة الإيطالية المخضرمة آنا بونايوطو.
وتعد الممثلة المصرية منة شلبي من أشهر نجمات السينما المصرية، بعد أن تألقت سنة 2001 في فيلم “الساحر”، إلى جانب الراحل محمود عبد العزيز، الذي اقترحها للعب هذا الدور. وفي السنة ذاتها، سجلت مشاركتها السينمائية الثانية من خلال فيلم “العاصفة”، ولمعت في ثلاثة أفلام خلال سنة 2003، ويتعلق الأمر ب”فيلم هندي” و”كلم ماما” و”إوع وشك”.
كما تألقت شلبي في فيلم “بنات وسط البلد”، و”بحب السيما” و”إنت عمري” و”ويجا”، و”في محطة مصر”، و”واحد من الناس” إضافة إلى عدد من الأفلام الأخرى. وعبرت الفنانة شلبي ،بهذه المناسبة، عن سعادتها الكبيرة بتكريمها بهذا المهرجان، حيث حلت في دورة سابقة منه عضوة في لجنة التحكيم. من جهتها، قالت آنا بونايوطو “أنها فخورة بهذا التكريم، خصوصا في هذا المهرجان الذي يكرم سينما دول البحر الأبيض المتوسط”، وعبرت عن سعادتها بتواجدها بالمملكة المغربية. وقد جمعت آنا بونايوطو ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، فبعد تخرجها من الأكاديمية الوطنية للفن المسرحي، والتألق في أعمال مسرحية كثيرة، انتقلت إلى شاشة السينما منذ 1973، حين ظهرت في مجموعة من الأدوار الثانوية في أفلام متنوعة، قبل أن يسند لها دور رئيسي، سنة 1978، في فيلم “لمسات بورجوازية”، لمخرجه إيربراندو فيسكونتي، حيث شخصت دور خادمة الممثل كلود جاد. وفي سنوات الثمانينات، عادت إلى المسرح، كما أدت مجموعة من الأدوار المختلفة في السينما.
وشهدت مرحلة التسعينيات انطلاقة مجدها السينمائي، منذ مشاركتها في فيلم “موت عالم رياضي من مدينة نابولي” سنة 1992. وفي سنة 1993، نالت جائزة أحسن ممثلة عن دور ثانوي في مهرجان البندقية، حيث شخصت دور الأم في فيلم “عجز عن التصريح” للمخرجة ليليانا كافاني، وأسند إليها المخرج ماريو مارتوني دور البطولة في فيلمه الشهير “الحب الجريح”، ونلت عبره الجائزة الذهبية وجائزة دافيد دي دوناتيلو وجائزة الشريط الفضي. وفي سنة 2008، حصلت على جائزة “إليونورا دوزي” تكريما لتجربتها المسرحية والسينمائية.
وشهد حفل الاختتام أيضا تتويج الفيلم اليوناني “بوليكسيني” للمخرجة اليونانية دورا ماسكلافانو، بالجائزة الكبرى “تامودة” عن صنف الأفلام الطويلة للدورة الرابعة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط. ويشكل مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط نافذة سنوية تنفتح على عوالم الإبداع السينمائي بالمنطقة المتوسطية، حيث يروم تكريس دور السينما، ليس فقط باعتبارها وسيلة للتثقيف والترفيه، بل أيضا جسرا للتواصل والتعايش والتقاسم والتضامن والتحسيس والانفتاح على الآخر في مواجهة الأزمات والتغيرات التي شهدها العالم عامة والمنطقة المتوسطية بشكل خاص.