صورة نادرة للملك الراحل الحسن الثاني وهو ينحني لتدقيق محتويات ”الثفاية” وهو مرق الكسكس باللحم، والتي لا يجيد صناعته إلا كبار الطباخين في الأطباق الشعبية المغربية، وهو ما يعكس حس الملك الذواق الذي يجيد اختيار أصناف الطعام، وقبل ذلك اختيار الطباخين المتميزين، حيث يخضع الطباخون البارعون لامتحان دقيق من طرف الملك شخصيا، وإذا حصل أن نالوا علامة الامتياز يكافئهم ويكونوا المشرفين على طعامه وطعام ضيوفه المقربين، خاصة الأطباق الشعبية التي تعكس أصالة الطبخ المغربي مثل الكسكس والرفيسة العمية وباداز وميكاز…وغيرها من الأطباق التي كان يحرص الملك الراحل على تناولها وتقديمها لأقرب المقربين من ضيوفه، والتي تعكس ذوق شعب، وغنى المطبخ المغربي الذي وصل إلى العالمية بفضل تشجيع الحسن الثاني للطهاة المغاربة..
ويذكر مصدرنا أن طباخا يدعى ” إيدر” كان من الطهاة المهرة الذين كان يعول عليهم الملك الراحل لتحضير الوجبات المغربية لضيوفه من أنحاء العالم، وكان هذا الطباخ يركب سيارة جاكوار من الطراز القديم (موديل 1960 ) وفي إحدى مسابقات الكولف أعجب الحسن الثاني بطريقة وأنواع الأطعمة التي قدمها لضيوفه الذين كانوا من مشاهير اللعبة في العالم، فتوجه إليه قائلا ”واش كتعرف بلي الملك كيحبك” وكافأه بهدية عبارة عن طراز جديد من سيارة الجكوار. كما كان القائد ”رحال” أحد أهم الطباخين المشرفين يقوم هو الآخر بتحضير الوجبات للملك وضيوفه، كانت الوجبات متنوعة تطغى عليها الأطباق الشعبية التي يحضرها المغاربة في بيوتهم مثل (الرفيسة، الكسكس بسبعة خضر ، طواجن الدجاج اللحم والأسماك، البقوليات بكل أنواعها من عدس وفول ولوبيا وغيرها) كما كان يحفل المطبخ الرسمي للحسن الثاني بعشرات الطباخين المتخصصين حسب نوع الأكلات وأصنافها..إنه الحسن الثاني الملك الذواق الذي كان يعرف ”الشاذة والفاذة” في المطبخ المغربي الأصيل.
عن موقع : فاس نيوز ميديا