وصف الوزير والبرلماني التونسي السابق خالد شوكات السياسة المغربية في توجهها الإفريقي ب”الصحيحة والحكيمة“.
وقال السيد شوكات في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش ملتقى دولي احتضنته مدينة وجدة، اليوم الأربعاء، حول الدبلوماسية الثقافية ورهان الوحدة الإفريقية، إن “المغرب كان بوابة البلاد المغاربية إلى إفريقيا، وخصوصا إلى إفريقيا الغربية. ومنه نفذ العلماء والأولياء إلى إفريقيا. وأعتقد أن السياسة المغربية صحيحة وحكيمة في توجهها إلى بناء قوة غرب إفريقية كجزء من هذه المقاربة الإفريقية“.
وأكد، في هذا الصدد، أن هذه المقاربة الإفريقية “تعد مقاربة مستقبلية بامتياز”، مشددا على أن التعاون جنوب – جنوب بات “ضرورة وليس خيارا لمنطقتنا“.
وفي السياق ذاته، أبرز الوزير التونسي السابق أن مستقبل المنطقة المغاربية يكمن في إعادة إحياء أواصر الأخوة وروابط الثقافة المتينة التي تجمع بين بلدان القارة الإفريقية.
وعلى مدى يومين، يبحث المشاركون في هذا الملتقى، الذي تنظمه جامعة محمد الأول بوجدة، آفاق المشترك الثقافي المغربي – الإفريقي، وسبل تعزيز التواصل الثقافي بين الجانبين، باستحضار الدور الفاعل الذي تضطلع به الثقافة،بمفهومها الشامل، في تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية.
وبرأي السيد شوكات، فإن الدبلوماسية الثقافية و الروحية هي “دبلوماسية العمق، والتاريخ والجغرافيا، وهي التي تشكل الأساس والقاعدة المتينة لكي تعمل الدبلوماسية التقليدية (الرسمية)”.
من جانب آخر، علق السياسي والأكاديمي التونسي على اختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية للعام 2018، قائلا إن وجدة مدينة “محورية واستراتيجية” في الخارطة المغاربية و العربية، ثقافيا وحضاريا، وذلك بالنظر إلى “عبقرية موقعها وتاريخ عطائها، سواء تجاه الوطن العربي أو تجاه إفريقيا“.
وأكد، في هذا الصدد، أن “وجدة جسر طبيعي وحضاري وثقافي. ويجب أن تضطلع بدورها الكامل في إسناد المشروع المغربي والمشروع المغاربي والمشروع العربي، تجاه إفريقيا“.
وبحسب الأكاديمي التونسي، الذي تابع جزء من دراساته العليا بجامعة محمد الأول بوجدة، فإن “أهل وجدة، والجهة الشرقية عموما، بطبيعة تاريخهم وجغرافيتهم وحضارتهم، منفتحون على محيطهم وعندهم قدرات تواصلية مقدرة“.
إلى ذلك، يتداول خبراء وباحثون من المغرب وبلدان إفريقية، يشاركون في هذا الملتقى، بشأن دور الدبلوماسية في تعزيز السلم والتقريب بين الشعوب والثقافات، وإغناء ثقافة الحوار والتعايش وترسيخ القيم الإنسانية الداعية إلى التسامح والسلام من أجل كسب رهان الوحدة الإفريقية.
وتتوزع محاور هذه التظاهرة الدولية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول قضايا تتصل بالمشترك الإفريقي كسبيل لتعضيد الوحدة الإفريقية، ودور الدبلوماسية الثقافية في تعزيز مكانة المغرب، والتواصل الثقافي بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، والتراث الصوفي وترسيخ الوحدة الإفريقية، ودور الزوايا الصوفية في توطيد العلاقات المغاربية الإفريقية.